الأملاك العامة في صيدا إلى زوال

يبدو أن أصحاب الموقع والسلطة يهتمون حاليا بالأملاك العامة محاولين استثمارها وفق مصالحهم وأهوائهم، وهذا ما يحصل مع أملاك بلدية صيدا تحت مبررات واهية لا تقنع عاقلا.

من المفترض أن يكون المدير العام لمؤسسة أوجيرو عماد كريدية، قد استلم يوم الثلاثاء الفائت خرائط العقار الذي تملكه بلدية صيدا في منطقة الوسطاني، والذي كان قد تقرر أن يكون حديقة عامة، للاطلاع عليه واختيار الجهة والمساحة التي يريد استخدامها منه.

وتقول المعلومات إن المفاوضات تجري منذ شهرين بين كريدية ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، من أجل الاتفاق على استخدام مؤسسة أوجيرو لقسم من هذا العقار الذي تبلغ مساحته نحو 22ألف متر مربع، لإقامة مركز تدريبي للمؤسسة.

لكن ما هو الحافز الذي قدم للبلدية؟ كان الحافز بأن تبني أوجيرو قاعة رياضية للبلدية، وهو مقابل لا يوازي ما ستقدمه البلدية، لكن أحد المقربين من المجلس البلدي أخبرنا أن هذا المشروع سيؤمن فرص عمل لأهل المدينة.

ها الكلام ليس واقعيا، لأن الجميع يعلمون أن التوظيف في أوجيرو يخضع للمثالثة كما حصل منذ تولي كريدية لمهامه، وأن توظيف أي شخص إذا كان صاحب كفاءة ام لا سيقابله توظيف اثنين من الرعايا الآخرين، والمثالثة تعني السنة والشيعة والمسيحيين.

تاليا وفإذا كانت البلدية تظن أنها ستؤمن فرص عمل لأبناء المدينة فهي موهومة، لأن قرار التوظيف هو عند القوى السياسية السلطوية وليس في يد المجلس البلدي.

اتصلت جنوبية بعدد من أعضاء المجلس البلدي لمعرفة مسار المفاوضات وإلى أين يمكن أن تفضي حسب علمهم ،إلا أن أحدا من الأعضاء لم يكن على علم بما يحصل حول العقار المذكور، وعلق أحدهم ضاحكا: غدا يصيغ من بيده السلطة، الاتفاقية ويأتي بها إلى المجلس ونحن نبصم عليها.

وكانت مؤسسة الحريري قد وقعت اتفاقية مع المجلس البلدي عام 2002 لإقامة حديقة عامة، وأطلق عليها اسم أحد ملوك المملكة العربية السعودية الراحلين، ونصت الاتفاقية على أن مدتها عشرسنوات، ثم أعيد التأكيد عليها عام 2008 بقرار من مجلس الوزراء وفي الحالتين فإن مدة الاتفاقية قد انتهت.

وقبل الانتخابات النيابية الاخيرة وردا على سؤال حول إمكانية استعادة العقار أجاب السعودي: أنتظر إلى ما بعد الانتخابات، ولكنه لاذ بالصمت بعد ذلك إلى أن بدأت المفاوضات مع أوجيرو .

من هنا لا يمكن إلا أن نقول على العقار السلام، لأن إنجاز الاتفاقية وبغض النظر عن الجزء الذي سيستخدم، لا يمكن إلا أن يقود إلى هذه الخلاصة المرعبة.

وفيق الهواري

اخترنا لك