بدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي اليوم والذي غاب عنه نواب الجمهورية القوية، ذا مزاج معكر.
فاستهل كلامه بدعوة أصحاب السعادة للحديث عن اي موضوع يريدونه غير الملف الحكومي. بدأ الأستاذ، وكأن ليس لديه ما يقوله، مبديا انزعاجه وغرابته من الحالة التي وصلت إليها البلد وشاكيا مثله مثل باقي المواطنين.
رفض بري الخوض في مشكلة توزير شخصية من اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين.
علما أن مصادر مطلعة في 8 آذار أشارت إلى انزعاج الثنائي الشيعي من عدم حل هذه العقدة الوحيدة المتبقية لا سيما أن الرئيس المكلف سعد الحريري أبلغ من حزب الله مباشرة أن المشكلة جدية وأن تمثيل اللقاء التشاوري النواب السنة المستقلين يجب أن يحصل انطلاقا مما أفرزته الانتخابات من نتائج.
بمعزل عن أن المصادر نفسها تشير إلى أنه ليس من المتوقع أن تطول أزمة التأليف ولا بد من الوصول إلى مخرج ما، ملمحة إلى أن الكرة قد تكون عند رئيس الجمهورية الذي قد يتنازل عن المقعد السني لصالح “السنة المستقلين”، من دون أن نغفل فرضية أن تتشكل الحكومة من دونهم في حال بقيت الأمور تدور في حلقة رفض بعبدا وبيت الوسط التخلي عن مقعد لهم.
لقد شرح بري لأصحاب السعادة عزوفه عن الدعوة إلى جلسة تشريعية كان قد اتفق و الرئيس المكلف على عقدها اليوم، لأنه لا يريد للمناخ السلبي الذي أحاط بتأليف الحكومة أن ينعكس على الجلسة التشريعية ويفسح في المجال أمام المزايدين لتسميم الأجواء.
لم يكن أمام الاستاذ سوى القول إنه لم يعد من فرصة أمام اللبنانيين إلا بناء دولة مدنية والانتهاء من كل هذا الواقع غير السوي. واردف قائلا في نهاية كلامه”إن الوضع يحتاج إلى دعاء”.
لقد شرح الرئيس بري للنواب أن في جعبته دعوات عدة لزيارات رسمية لدول أوروبية وأنه يؤجلها إلى ما بعد تشكيل الحكومة لأنه لا يريد لهذه الزيارات أن تستهلك في النقاش حول التأليف الحكومي المتعثر حتى الساعة، بدل أن يتم الاستفادة منها في تعزيز مشروعات سيدر1 وما بعد سيدر1.
وبعيدا عن الملف الحكومي، فقد تشعب نقاش بري مع الحاضرين إلى أمور مختلفة متكررة من خطورة الوضع الاقتصادي إلى مشكلة الكهرباء، فمشكلة كهرباء زحلة، إلى قضايا حياتية ومعيشية. ولم يكن صعبا على النواب المشاركين في لقاء الأربعاء أن يلاحظوا في ملامح “استاذهم” تعبا وربما كابة تعكس الحالة التي وصلت إليها البلد.
هتاف دهام