تتواصل قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي بالتفاعل، وسط اشتداد الضغط التركي في كل الاتجاهات، لا سيما وأنها تصرّ على موقف أكثر تشدداً من الولايات المتحدة الاميركية معتبرة أن موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب يشي بأنه سيغضّ الطرف عن الجريمة.
في هذا الوقت برزت رواية جديدة، نقلاً عن مصادر في الاستخبارات التركية، تشرح كيف تم سحب دم خاشقجي قبل قتله!.
أنقرة “تنتقد” ترامب
وقال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو اليوم الجمعة إن تصريحات ترامب بشأن التحقيقات في مقتل خاشقجي تظهر أنه سيغض الطرف عما حدث أيا كان ما سيكشفه المحققون، اذ كان ترامب تعهد يوم الثلاثاء بأن يظل “شريكا راسخا” للسعودية.
وفي انتقاد لموقف ترامب الذي يعطي الأولوية للصفقات التجارية مع الرياض على حساب العدالة قال جاويش أوغلو إن أرواح البشر ينبغي أن تكون لها الأولوية.
الى ذلك، قال جاويش أوغلو إنه “لا نستطيع اتهام شخص واحد دون دليل قاطع. هذا ليس صائبا. لكن تصريح ترامب بأن ولي العهد ‘ربما كان على علم به وربما لا‘ بدا مثيرا بالنسبة لنا.”
قطر: لمحاسبة المسؤول.. “أياً كان”
وفي سياق المواقف الدولية، دعا وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى محاسبة المسؤول عن قتل خاشقجي “أيا كان”، لكنه استدرك قائلا “علينا انتظار الانتهاء من التحقيقات”.
وأضاف الشيخ محمد أمام مؤتمر دولي في روما أن بلاده لا ترى أي تراجع في خلافها الحاد مع السعودية وأنها ستستمر في علاقاتها مع إيران بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على طهران.
بن سلمان.. جولة عربية وسط الضغوط
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وصل إلى الإمارات أمس الخميس في مستهل جولة تشمل عددا من الدول العربية، وفي أول جولة خارجية منذ مقتل خاشقجي.
ومن المتوقع أيضا أن يشارك الأمير، في اجتماع مجموعة العشرين في بوينس أيرس في نهاية الشهر الجاري ويشارك في هذا الاجتماع زعماء من الولايات المتحدة وتركيا ودول أوروبية.
وكان في استقبال الأمير محمد لدى وصوله إلى الإمارات ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وهو حليف وثيق للأمير.
وذكرت صحيفة بزنس نيوز التونسية أن الأمير محمد سيزور تونس يوم الثلاثاء.
فيسك: هكذا ستنتهي الأزمة!
قال الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك أن السعوديين “سيفلتون من المحاسبة من جريمة قتل خاشقجي لكنهم بحسب مقال الكاتب في “إندبندنت”، قد يدفعون الثمن”.
رواية جديدة
في هذا الوقت، كشفت صحيفة “صباح” التركية سيناريو متكاملا لا يقل رعبا عن روايات سابقة مشابهة وصفت ما قيل إنها اللحظات الأولى لتصفية خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول.
الصحيفة التركية بدأت روايتها التي أسندت معلوماتها، كما هي العادة، إلى أجهزة الاستخبارات التركية بالقول إن الفريق الذي نفذ عملية القتل بعد دخول جمال للقنصلية، وضع كيسا بلاستيكيا على رأسه، ثم خلعوا ملابسه.
ورسمت الرواية الجديدة صورة مرعبة، إذ نسبت إلى رئيس الطب الشرعي السعودي، صلاح الطبيقي أنه “قام بعد خلعه لملابس خاشقجي، بسحب دمه من الوريد وتجفيفه، لكي لا يتطاير أو يترك أثرا، وسكبه في الحمام”.
وقالت الصحيفة أن الطبيقي “جلب معه معدات طبية خاصة، بالإضافة لمقص ومشرط كانت بحقائب الفريق السعودي، بحسب ما كشفته أجهزة الأشعة السينية في مطار أتاتورك”.
وجاء بين طيات هذه الرواية المفزعة أن “فريق التحليل الجنائي التركي، قام بفحص المياه العادمة في أحد شوارع القنصلية بواسطة روبوت، ومقارنة عينة منها مع عينة الحمض النووي لخاشقجي”.
وكانت صحيفة تركية أخرى هي “حرييت” قالت في وقت سابق إن فريق الإنفاذ السعودي حقن جثة خاشقجي بدواء يعمل على تخثر الدم بعد أن تم قتله خنقا.
وبينت أنه تم استخدام هذه الطريقة لكي لا يترك آثار الدم في حال تفتيش القنصلية، لافتة إلى أنه تم تقطيع جثة خاشقجي بعد فترة قصيرة من حقن الجثة.