نشرت مجلّة “ذي هيل” الأميركيّة مقالاً لرئيس مجلس إدارة “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان”، السفير السابق في المغرب إدوارد غابريال، شدّد فيه على أنّه يجب أن يجمع لبنان الأفرقاء من أجل مواجهة الأوضاع الإقتصاديّة الراهنة.
وقال غابريال: “لقد مضى 6 أشهر على إنتخاب مجلس النواب الجديد فيما يواجه الرئيس سعد الحريري تحدّيات متعددة في محاولة تشكيله للحكومة الجديدة”.
ونقل عن عدد من المحلّلين اعتقادهم أنّه لا يمكن البقاء من دون تحرّك أكثر، ولا إبقاء التباين بين الأفرقاء، من دون مواجهة الأضرار التي تهدد مستقبل لبنان.
وشبّه ما يجري في لبنان بالمنزل الذي يحترق فيما خمس شاحنات تعمل لإخماد الحريق، وبدلاً من العمل معًا لإطفاء الحريق، تشاجر رجال الإطفاء في أي جزء من المنزل يجب إطفاء النيران أولاً، ومن يتحكّم بأوّل خرطوم مياه، مضيفًا: “الحريق ينتشر من دون السيطرة عليه، ويمكن أن يصل الى نقطة اللاعودة!”.
وأضاف أنّ البنك الدولي خفّض توقعاته للنمو في لبنان الى 1%، في تقرير نشره في خريف 2018، وهو معدّل نموّ مدمّر لبلد بأمسّ الحاجة الى إقتصادٍ فعّال. ولفت الى أنّ لبنان حلّ في المرتبة الثالثة عالميًا من حيثُ نسبة الدين العام، وهناك توقعات بزيادة معدّل الفقر، إضافةً الى أنّ العجز المالي قد يرتفع من 6.6% إلى 8.3%.
وشدّد السفير السابق على أنّ المجتمع الدولي قام بكلّ ما يمكنه فعله للمساعدة، والآن حانَ دور لبنان للعمل، فقد عُقدَت ثلاثة مؤتمرات لدعم هذا البلد خلال العام 2018، ففي آذار شاركت 40 دولة بمؤتمر المانحين، وخلال مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عُقدَ في بروكسيل في أيار، قدّمت الدول المانحة 4.4 مليار دولار كمساعدات إنسانية للبنان الذي يستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين.
والمؤتمر الأهمّ كان “سيدر” الذي عقد في نيسان حيثُ قدّمت الجهات المشاركة 11 مليار دولار لدعم لبنان في الدفع باقتصاده.
ورأى غابريال أنّ مؤتمر “سيدر” وخصخصة بعض مؤسسات الدولة هما الحلان الوحيدان لمواجهة التراجع الإقتصادي الذي يضرب لبنان. إلا أنّه ذكر الشروط المرتبطة بتنفيذ مقررات “سيدر” والمتمثّلة بإصلاحات إقتصاديّة من خلال عملية شفافة.
ومع تأخّر تشكيل الحكومة، حذّر فريد بلحاج، نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبنان، عندما زاره مؤخرًا، من أنّه قد يخسر جميع القروض والمنح التي وُعدَ بها خلال “سيدر”.
وبحسب السفير غابريال، فالرسالة الدولية كانت واضحة: “إقتصادكم بخطر والقروض المقرّرة للبنان قد تذهب الى دولٍ أخرى”.
وتبقى معضلة تشكيل الحكومة ذاتها، بحسب غابريال الذي ذكّر بأنّ الولايات المتحدة حذّرت من أنّ المساعدات الأميركية قد تُصبح بخطر، إذا ما زادَ “حزب الله” من نفوذه في الحكومة، لا سيما إذا استلم حقيبة مهمّة مثل وزارة الصحة، التي يمكن أن تخدمه شعبيًا.
وختم المقال بالقول: “كلّ هذا يجري ولبنان يحترق. حان الوقت للشعب اللبناني بأن يطالب المسؤولين بتحمّل المسؤولية اللازمة في الحُكم والحفاظ على السيادة”.