أنشطة سريّة لـ قاسم سليماني على حدود لبنان

وردَ في “المدن”: مع تصاعد التوتر والحرب الكلامية بين إيران وإسرائيل، ظهرت للعلن تطورات جديدة في المنطقة، إذ تشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن إسرائيل تشعر بالقلق من استعداد إيران لإشعال الحرب على جبهات عدّة، ما دفع المسؤولين الإسرائيليين إلى التأهب.

يعتقد المراقبون الإسرائيليون، حسب مركز القدس الإسرائيلي للشؤون العامة، أن رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، ألغى اجتماعاً مهماً في ألمانيا دُعي إليه الأسبوع المقبل، لسبب يتعلق بالتطورات على الحدود الشمالية، وليس على وجه التحديد الوضع في غزة، بعد تجديد الاتصالات المصرية مع إسرائيل وحماس لتكريس التفاهم من أجل الهدنة.

وتشكّك مصادر أمنية رفيعة في إسرائيل، وفق المركز، في أنشطة سرّية قام بها الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، يخطط فيها لإشعال القطاع الشمالي ضد إسرائيل، عبر نشر قوات حزب الله والقوات الموالية لإيران بالقرب من السياج الحدودي على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، بمساعدة العناصر المحلية، التي ستقوم، مقابل مبالغ مالية، ببناء بنية تحتية لشن هجمات ضد إسرائيل.

وسيشمل عملهم زرع الألغام والعبوّات الناسفة وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على دوريات الجيش الإسرائيلي، وشنّ هجمات بالمورتر على تجمعات سكنية إسرائيلية في مرتفعات الجولان، وفقًا للمدن.

وأضاف تقرير “المدن”: يفضّل اللواء سليماني وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، بحسب المركز، هذا الخيار، بدلاً من هجمات تُشنّ من جنوب لبنان، لتحييد تدمير البنية التحتية المدنية اللبنانية جرّاء الهجوم المضاد المحتمل لإسرائيل”.

ويرى المركز أن الإفتراض العملي لحزب الله وإيران هو أن إسرائيل لن تجرؤ على شن ضربة وقائية على مصانع صواريخ حزب الله في لبنان، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى حرب شاملة. فبعد اغتيال سمير القنطار وجهاد مغنية في مرتفعات الجولان، وضع الأمين العام لحزب الله هذه القضيّة على رأس أولوياته من أجل تسوية حساباته مع إسرائيل.

ويشير المركز إلى أن إسرائيل تدرك نوايا نصر الله، وقد انعكس ذلك في جولة رئيس الأركان غادي إيزنكوت في مرتفعات الجولان في تشرين الثاني 2018.

سيناريو محتمل
يشير المركز إلى أنه لا يمكن استبعاد إمكانية قيام إيران، عبر حزب الله، بالتخطيط لحرب استنزاف جديدة ضد إسرائيل، إنطلاقاً من حدود مرتفعات الجولان، وبالتزامن مع حرب استنزاف أخرى مع حماس، على الحدود الجنوبية، من خلال حملة “العودة إلى المسيرات”. ويضيف أن التطورات على الحدود الشمالية مقلقة، إذ إن حرية إسرائيل في التحرك في المجال الجوّي السوري محدودة، بعد حادثة الطائرة الروسية في أيلول 2018.

حسب المركز، إمكانية قيام إسرائيل بإطلاق ضربة عسكرية وقائية على مصانع أسلحة حزب الله في لبنان، قبل أن يبدأ تشغيلها، تبدو بعيدة جداً، ولكنها تبقى احتمالاً منطقياً. فالدولة العبرية في حالة قلق شديدة الآن، بشأن الأمن على الحدود الجنوبية والشمالية. ومع تزايد التدخل الإيراني في المنطقة، لا يمكن استبعاد أي سيناريو محتمل.

يستطيع الجيش الإسرائيلي، وفق ما يخلص إليه المركز، التعامل مع عدة جبهات في الوقت نفسه. لقد فعل ذلك في الماضي، ويمكنه أيضاً أن يفعل ذلك مرة أخرى في المستقبل. فإسرائيل مصممة على حماية أمن مواطنيها. ولكن قد لا يكون هناك خيار آخر سوى القيام بأعمال قد لا تبدو منطقية الآن.

بناء منشآت عسكرية
تزامنا مع ما جاء آنفاً، نشرت وكالة إسرائيل اليوم تحليلاً، حول تحضيرات إيران وإسرائيل لحرب على عدة جبهات، أشارت فيه إلى أن حزب الله، الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الجيش السوري منذ بداية عام 2017، يقوم حالياً ببناء عشرات المنشآت العسكرية ومعسكرات التدريب، بالقرب من الحدود مع لبنان.

وتستضيف المنشآت العسكرية أعضاء من فيلق القدس الإيراني الذي يقوده قاسم سليماني، الرجل الذي كان يشرف فعلياً على كل المعارك الكبرى في العراق وسوريا في السنوات الأخيرة.

وترجّح الوكالة أن تكون إيران وراء الحرب الأخيرة في جنوب إسرائيل، والتي بدأت عندما استخدمت حماس أسلوب حزب الله في الحروب، واستهدفت حافلة إسرائيلية بصاروخ كورنت المضاد للدبابات.

حرب مؤلمة
على صعيدٍ متصل بالاستعدادات للحرب، قال الجنرال تامير يدعي، قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، إن الحرب المقبلة على بلاده ستكون صعبة وخطرة، وستهدد الأمن القومي الإسرائيلي. فمع اندلاع الحرب في قطاع غزة وفي الجبهة الشمالية لبلاده، فإنه يستحيل معها تناول القهوة بسهولة في مقاهي تل أبيب. والحرب سواءً اندلعت في الشمال (لبنان) أو الجنوب (غزة) فإنها ستشمل الوسط (تل أبيب)، وستكون “من دون شك أكثر صعوبة وإيلاماً مما سبق”.

اخترنا لك