كل الطرقات ستؤدي في النهاية إلى ولادة الحكومة يوم الاحد كأقصى حد، طالما أن العقبات الكبيرة قد ذللت بين دوائر القرار، علماً أن العقدة السنية اليوم، جاءت حلحلتها تماماً وفق الطرح الذي كان قد تقدم به الرئيس نبيه بري قبل اربعة اشهر ولم يؤخذ به في حينه، وهذا يثبت ارتباط الملف الحكومي بتطورات واحداث المنطقة المستجدة.
والتي تبدأ بالهدوء في اليمن مع دخول الهدنة حيز التنفيذ عقب محادثات السويد، الى التطورات السياسية السورية، وصولا الى الحكومة العراقية التي ستبصر النور قريبا.
وعلى هذا الأساس، يقول العالمون بمسار المفاوضات أن الامور تسير على قدم وساق، وأن الانزعاج الذي ساد إجتماع “اللقاء التشاوري” أمس على خلفية ارتفاع أسهم رئيس مركز الدولية للمعلومات جواد عدرا لدخول النادي الوزاري كممثل عن النواب السنة المستقلين، إنتهى ليل أمس، مع زيارة “أصحاب السعادة” المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين خليل، الذي أقنعهم بتوزير عدرا، ولا سيما أن المهم بالنسبة إلى “حزب الله” وحلفائه قد تحقق وتمثل بكسر الاحادية الحريرية وقد سحب اعترافا من الجميع بأحقية تمثيل كتل اخرى غير كتلة “المستقبل” على الصعيد السني داخل مجلس الوزراء.
منطق الأمور يقول إن الآلية التي جرى وضعها بين “اللقاء التشاوري” والمعنيين على خط حل العقدة السنية يجب أن تنفذ بكل حذافيرها. وكما بات معلوما فإن التفاهم نص على:
قبول رئيس الجمهورية بتوزير سنّي من 8 آذار من حصته.
- اجتماع الرئيس المكلف سعد الحريري مع “اللقاء” في بعبدا بحضور الرئيس عون.
- “اللقاء التشاوري” هو الممثّل عن المقعد السني من 8 آذار ضمن حصة رئيس الجمهورية.
-
موافقة “اللقاء” على تسمية شخصية من خارج أعضائه.
-
تسليم اللواء عباس ابراهيم لائحة بأسماء الشخصيات التي يقترحها “اللقاء التشاوري”، على أن تبقى سرية ولا تكشف إلّا عند اعلان مراسيم الحكومة.
ما تقدم، تذكر به مصادر مطلعة، لتؤكد لـ”لبنان 24″ ان طرح النائب هاشم اسم رئيس الدولية للمعلومات، لم يأت خارج السياق، إنما انطلق من أحد بنود الاتفاق التي نصت على تقديم لائحة باسماء عدة الى رئيس الجمهورية.
بينما أن مصادر أخرى تشير في الاطار عينه، إلى أن وضع هاشم اسم عدرا في مغلف لم يأت من عبث، فهو ترجمة لتوافق الكبار(رئيس الجمهورية ورئيس المجلس والرئيس المكلف ومعهم “حزب الله”).
ففكرة تسمية عدرا وزيرا ليمثل “اللقاء التشاوري” تحمل ابعاداً متكاملة، فهي حيكت جيدا وبهدوء على خط بعبدا – عين التينة – الرابية – بيت الوسط، ومن دون ممانعة حارة حريك، لأن المرشح السني الكوراني الأصل يتمتع باهلية تخوله تمثيل النواب الستة، وهو بحسب توصيف المعنيين، شخصية مسيسة لها تجربتها، ولديها شبكة علاقات عابرة محلية وغير محلية.
وعلى هذا الاساس، تشير المصادر إلى أن الواقع يفرض على “اللقاء التشاوري” القبول مجتمعا بعدرا وعدم الاتجاه الى التصعيد، خاصة أن رئيس الدولية للمعلومات سيكون ممثلا له في مجلس الوزراء، مشددة على ان العقلانية تفرض على النواب الستة المحافظة على حالتهم السياسية المستقلة بعدم فرط “اللقاء”.
هتاف دهام