المستقبل : ليطمئن الغيارى الحريري لن يعتذر

يُخطئ من يعتقد بأن التشكيلة الحكومية لم تعد الى المربع الاول، هكذا تصف مصادر سياسية مطلعة على الوضع الحكومي اليوم، بعد ان وصلت «اللقمة الى الفم» كما يقول المثل، واذا بالتشكيلة تسقط سقطة قوية، لانه وعلى ما يبدو كلما حلّت عقدة ولدت اخرى وتحتاج الى حلحلة تفوق سابقاتها.

خصوصاً ان التقاسم على الحصص الدسمة عاد بقوة وبات سيّد الموقف، واللافت ان وزارة البيئة التي لم يكن يقبل بها احد، باتت اليوم الوزارة الدسمة المحتاج لها الجميع، لانه يعد خافياً على احد ان الصراع المستجدّ علىها هو من أجل المال، وليس من أجل تحمّل مسؤولياتها على صعيد التلوث. وسبب كل هذا الاهتمام بها هو أموال «باريس «4 ومؤتمر «سيدر».

ومن المشاريع التي اقترحتها حكومة تصريف الأعمال على المؤتمر، مشروع إدارة النفايات بكلفة مليار و400 مليون دولار، ما يجعلها حقيبة دسمة جداً وتحت الانظار بقوة.

الى ذلك، وفي اطار العقبات الحكومية، تشير هذه المصادر الى ان العقدة الاولى والاساسية والتي تعود كل فترة، هي إصرار التيار الوطني الحر بشخص رئيسه الوزير جبران باسيل على حصة من 11 وزيراً، لان الهدف حصوله على الثلث المعطل الذي ادى الى إقالة الرئيس سعد الحريري في العام 2011.

بعدما قرّر وزراء الثلث المعطل حينها تقديم استقالاتهم تزامناً مع دخول الحريري الى البيت الابيض في واشنطن للقاء الرئيس الاميركي، فكانت المفاجأة الكبرى التي احدثت صدمة لا تنتسى حتى اليوم . كما ان كل الافرقاء لا يريدون إعطاء هذا المكسب لباسيل كي لا يكونوا رهينة في يديه .

وعلى خط آخر، وبعد ان اصبح الوضع الحكومي كقصة ابريق الزيت، بسبب الوعود والبشائر التي يزفها المسؤولون كل فترة، بأن العيدية قريبة فيما يئن المواطن من همومه ولم يعد يكترث للتشكيلة، تسود في الكواليس السياسية روايات عن إمكانية اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري.

خصوصاً بعد الصمت المدوي الذي يلتزم به، واعتذاره عن حضور «الريسيتال» الميلادي الاسبوع الماضي في القصر الجمهوري، وكأنه في وضعية المسؤول المعتكف، انتشرت شائعة قبل ايام معدودة بأن صمته لم يأت من عدم بل سيقوده الى الاعتذار، لانه واثق من غياب البديل وعندها سيُعاد تكليفه من جديد، وهذا سيجعله حرّاً من الاتفاقات السائدة في عملية التأليف، وعندها سينطلق في اتجاهات جديدة أي صيغ جديدة قد تنقذ الوضع.

في غضون ذلك ورداً على هذه التساؤلات، لفتت مصادر تيار «المستقبل» الى ان كل ما يُحكى عن عملية اعتذار، ليس إلا في اذهان مَن اخترعها، لان الرئيس الحريري فضّل الصمت في ظل هذه الاجواء والخلافات، لان الوضع لم يعد يطاق.

وبالتالي ليس وحده الصامت بل افرقاء عدة، من ضمنهم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، كما ان حزب الله يلتزم الصمت ايضاً، ربما بسبب العلاقة السيئة بينه والتيار الوطني الحر، على خلفية إصرار باسيل على الثلث المعطل، الامر الذي يرفضه الحزب.

واعتبرت هذه المصادر بأن الحريري ينتظر ما ستؤول اليه الاوضاع ، والكرة ليست في ملعبه لانه قدّم تنازلات ولم يعد بمقدوره تقديم اكثر، خصوصاً في مسألة العقدة السنيّة، وليتفقوا اولاً في ما بينهم والكلام لكل الافرقاء من دون أي استثناء، وختمت: «نقول ونردّد لن يعتذر فليطمئن الغيارى».

صونيا رزق

اخترنا لك