شكرًا قطر : أميرُها أعلن عن 50 مليون دولار

بعدما كرّت سبحة الإعتذارات عن المشاركة في القمّة العربية التنموية الإقتصادية والإجتماعية التي تنعقد غداً الأحد، في واجهة بيروت البحرية، أتت المفاجأة من قطر، حيثُ أعلنت وكالة الأنباء القطرية “قنا”، اليوم السبت أنّ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيشارك في القمة شخصيًا، وبذلك يكون القائد الخليجي الوحيد فيها.

الإعلان القطري أعادَ إلى الأذهان عبارة “شكرًا قطر” التي أصبحت لسان حال اللبنانيين، فعلى الرغم من قول المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير إنّه “لا توجد صدمة من خفض مستوى مشاركة الوفود العربية في القمة وأنّ ما يهمنا حضور الدول”، لا يخفي كثيرون الإمتعاض الرسمي من عدم حضور الرؤساء والأمراء والقادة العرب للقمة ودعمهم للبنان، البلد الذي يعدّ من أكبر المضيفين للنازحين السوريين وتحملاً للأعباء الإقتصاديّة والإجتماعيّة.

وكان الناطق الرسمي باسم القمة رفيق شلالا، أعلن أنّ الرئاسة اللبنانية تبلّغت بأن أمير قطر سيصل إلى لبنان غداً للمشاركة في القمة.

كما زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قاعدة بيروت الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي ثم انتقل الى قاعة كبار الزوار، قبل أن يستقبل وفد سلطنة عُمان المشارك في قمّة بيروت برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاصّ للسلطان قابوس.

وبحسب المعلومات المتداولة، فبعض الإعتذارات كانت لأسباب لبنانيّة داخلية مثل الغضب الليبي من إهانة علم البلاد في بيروت، فيما تكمن الأسباب الأخرى بعدم الرضى على تعامل لبنان مع بعض الملفات، ودول أخرى قد تكون تعرّضت لضغط غربي.

كما يفتح خبر قدوم أمير قطر الباب على توقعات جديدة بشأن ما يمكن أن ينتج عن القمة، إذ سيضفي زخمًا اليها، وهنا يسأل البعض عن التأثير بالملف السوري، لا سيما وأنّه مع الحصار الخليجي المفروض على قطر، وإعلان الإمارات العربية المتحدة عن إعادة فتح سفارتها في دمشق، وكذلك أعلنت البحرين، قبل الحديث عن أن المملكة العربية السعودية ستقوم بالخطوة نفسها، تتجه الأنظار الى الأمير تميم.

وذلك بعد أيام من إعلان وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الأسباب التي أدت إلى تعليق مشاركة سوريا في الجامعة العربية ما زالت قائمة، لافتا إلى دعم بلاده أي حل سياسي يقبله الشعب السوري، كما أوضح الوزير أنّ “الشعب السوري ما زال تحت القصف والتشتيت من قبل النظام السوري”، مؤكدا أن “التطبيع مع النظام السوري في هذه المرحلة هو تطبيع مع شخص تورط في جرائم حرب”.

ويبرز هذا الملف بشدّة مع إعلان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عن أمله بعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.

ومنذ أيام، وجّه أمير قطر بتخصيص 50 مليون دولار، دعما للنازحين السوريين الذين يعانون أوضاعا إنسانية صعبة جراء النزوح وبرد الشتاء القارس”، وذلك وفقا لوكالة الأنباء القطرية “قنا”.

وقالت الوكالة القطرية إنه “سيتم تقديم هذه المنحة على شكل حزمة من المعونات الإغاثية العاجلة ومجموعة من البرامج التنموية، من خلال صندوق قطر للتنمية، إلى السوريين اللاجئين في كل من تركيا ولبنان والأردن، بالإضافة إلى النازحين في الداخل السوري”.

والجدير ذكره أنّه منذ عامين، وبالتحديد في 11 كانون الثاني 2017 زار الرئيس عون الدوحة بعدما أنهى زيارة رسمية مماثلة في السعودية.

كذلك يذكر البعض البوم الموقف القطري مع لبنان عام 2008 والذي أدّى إلى إبرام اتفاق الدوحة الذي أنهى أشهرًا من الاقتتال الداخلي اللبناني، كما كان لقطر دور مهم في إعادة إعمار لبنان بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي عام 2006 ونجحت جهود الوساطة القطرية عام 2015 بإطلاق سراح جنود لبنانيين احتجزوا في سوريا.

اخترنا لك