قرار أمير قطر المفاجئ حضور القمة العربية الاقتصادية في بيروت قد يعيد لها زخما كادت تفقده، كما أنه يطرح أيضا جملة من التساؤلات حول دور تريد أو تستطيع الدوحة لعبه بدخولها باب القمة.
وبعد اعتذار جميع الزعماء العرب تقريبا عن المشاركة في قمة بيروت، يأتي قرار الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمثابة خطوة قد تنقذ ولو جزئيا ماء وجه الجامعة العربية، التي يبدو أن رموزها غير مستعدين للإجماع على قواسم مشتركة حتى من أجل مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية المحدقة بالمنطقة.
ولكن، هل بمقدور قطر وحدها ومهما كان لديها من موارد مالية، أن تعوض عما يبدو أنه قلة اهتمام عربي بالعمل المشترك على معالجة قائمة طويلة من المسائل المدرجة على جدول أعمال قمة بيروت؟
أم أن الدوحة قررت في اللحظة الأخيرة استغلال نافذة الإمكانيات التي تركها لها المستوى المخفض لتمثيل اللاعبين الإقليميين المؤثرين وراء طاولة القمة المرتقبة، ولاسيما دول المقاطعة؟
وهل تعتزم قطر فعلا كما يأمل البعض، الدخول بشكل جدي في ملفات التنمية الاقتصادية العربية بعيدا عن التجاذبات والحسابات السياسية الضيقة، التي كثيرا ما تفقد خطط تعاون عربية ومشاريع مساعدة دول عربية لشقيقاتها قدرا ملموسا من فاعليتها؟
وهل تترك حالة المنظومة العربية الراهنة أي فرصة نجاح لمثل هذا الجهد التنموي النزيه، الذي بات الآن مطلوبا من جميع مكونات هذه المنظومة أكثر من أي وقت مضى؟
أم أن مهمة الدوحة اليوم أكثر تواضعا وبراغماتية، وهي تثبيت وتعزيز مواقعها في الساحة العربية في ظل التنافسات القائمة والناشئة والمتقلبة، وكسب نقاط سياسية وإعلامية لا غير، كما يرى خصومها ومنتقدوها؟
لا يبقى علينا إلا الانتظار قليلا من الوقت لنرى الردود العربية على قدوم الشيخ تميم إلى بيروت، وما ستتمخض عنه القمة من مقررات وتفاهمات، حتى تتضح بعض الأمور وتحل ألغاز التساؤلات المطروحة.