#لبنان في مواجهة #الملالي… كفى عبثًا بـ #الأمن_القومي

بقلم بلال مهدي – خاص بوابة بيروت
@BilalMahdiii

خطاب الكراهية الذي صدر عن الموقع الرسمي للمرشد الإيراني علي خامنئي لم يكن زلّة لسان، ولا تحليلًا عابرًا، بل كان اعتداءً سياسيًا مكتمل العناصر على الأمن القومي اللبناني، ومحاولة فاضحة لإشعال فتنة داخل المؤسسة العسكرية اللبنانية.

كلام حسين محمدي سيرات عن أنّ “30 في المئة من عناصر الجيش اللبناني ينتمون إلى “حزب الله” صباحًا ويلبسون البزة العسكرية قبل أن ينخرطوا عصرًا في الباسيج” هو جريمة سياسية، واتهام مباشر يراد منه ضرب وحدة الجيش وزعزعة ثقة اللبنانيين بمؤسستهم الوحيدة المتبقية.

مخطط كهذا لا يصدر إلا عن جمهورية الدم التي اعتادت تفخيخ المجتمعات، وتفجير الدول من الداخل، وتغذية الانقسامات كي تبقى هي المتحكمة بمفاصل القرار. نظام الملالي لا يعيش إلا على رائحة الفتنة، ولا ينجو إلا بإغراق الآخرين في الفوضى، ولبنان كان دائمًا الساحة الأسهل لرسائلهم القذرة.

إن نشر هذا الكلام على المنصة الرسمية لخامنئي يرقى إلى تدخل فجّ في مؤسسات الدولة، وإلى تحريض مباشر على الجيش اللبناني، وإلى ادّعاء وصاية مرفوضة جملةً وتفصيلًا. لا دولة تحترم نفسها تقبل بهذا النوع من العبث، ولا حكومة مسؤولة تسمح لدولة أجنبية بأن تنسب إلى جيشها ما يشوّه صورته ويمسّ بسمعته وإجماع اللبنانيين حوله.

أصبح من الضروري، بل من الواجب الوطني، استدعاء سفير نظام الملالي في لبنان فورًا، وتسليمه رسالة احتجاج صارمة، ثم الطلب منه مغادرة البلاد. لا مكان على أرض لبنان لتمثيل دبلوماسي يهدد وحدتنا الداخلية ويعتدي على جيشنا ويحاول تحويل لبنان إلى نسخة مصغّرة من الباسيج.

أكاذيب نظام الملالي لن تمرّ، وحربه النفسية ضد الجيش لن تنجح، ومخططات التغلغل داخل الدولة لن تُستكمل. الجيش اللبناني ليس ميليشيا، وليس فرعًا محليًا للحرس الثوري، وليس أداة بيد أحد. الجيش هو حارس السيادة، والركيزة التي تمنع الانهيار الشامل، والخط الأحمر الذي لا يحق لأي دولة، أيًا كانت، تجاوزه.

تحولات المنطقة، وانهيار أدوات إيران في أكثر من ساحة، وتراجع منظومة نفوذها، كلها وقائع تؤكد أنّ نهاية نظام الملالي باتت قريبة. نظام يترنّح داخليًا، تواجهه انتفاضات مجاهدي خلق الشعبية، ويبحث بكل قوته عن ساحة جديدة ليغرقها معه. لبنان كان ضحيته لعقود، واليوم يريد أن يجعله قارب النجاة الأخير قبل غرقه الحتمي. إلا أنّ لبنان لن يكون خشبة خلاص لنظام يلفظ أنفاسه السياسية والأخلاقية.

المعركة واضحة، إمّا دولة لبنانية كاملة السيادة، بجيش واحد وسلطة واحدة وقضاء واحد، وإمّا استمرار النزيف تحت وصاية خارجية مميتة. ما قاله خامنئي ومستشاروه ليس “رأيًا أكاديميًا”، بل اعترافًا بأنهم يعتبرون لبنان جزءًا من مشروعهم التوسعي. الردّ يجب أن يكون بحجم الإهانة، وبحجم الخطر.

لبنان أكبر من أن يُختصر بباسيج، والجيش أكبر من أن يُدمج في ميليشيا، والسيادة أكبر من أن تتلاعب بها جمهورية الدم. اللحظة تتطلّب قرارًا شجاعًا، ارفعوا الغطاء الدبلوماسي عن ممثل نظام الملالي… كفى تدخلًا، وكفى عبثًا بوطن لم يعد يحتمل.

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com