خلود وتار قاسم

رغم أنّ اللغة تشكّل الركن الأساس في تكوين الوعي الجمعي والهوية الثقافية، يبدو أننا في العالم العربي نبتعد تدريجيًا عن أهم عنصر من عناصر قوتنا الحضارية: اللغة العربية. هذا الابتعاد ليس مجرد ميل لغوي، بل هو مؤشر عميق إلى اختلال في علاقتنا مع…

عذراً هذا الصباح… ليس في نيّتي أن أكون نكدَة، بل واقعية. فلنصف مشهدية اليوم كما هي، بلا مساحيق ولا رتوش: هيئة إغاثة عُليا، مجلس أعلى للدفاع، دمارٌ يبتلع ما تبقّى، عزاءٌ يتكرّر، موتٌ يُطارد يومياتنا، حزنٌ ينهش البيوت، تعدّيات، بطالة،…

غريبٌ كيف تُصاغ تصرّفاتنا أحيانًا وفق الطريقة التي وُضعنا فيها! وغريب كيف نسمح لمن يعرف نقاط ضعفنا أن يوجّهنا حيث يريد! وكأننا وُضعنا في صندوق ضيّق لم نعد قادرين على الخروج منه… وبرغم كل الانفتاح والوسائل المتاحة أمامنا لصياغة…

لم يعد للذهب قيمة، ولا للألماس ذلك البريق الذي كان يخطف الأبصار. لم تعد الأدمغة النادرة تُدهشنا كما كانت، ولا الإنسان ذاته يحتفظ بقيمته الجوهرية. لقد أصبح كل شيء يُنتَج ويُصنع: الجمال يُنحَت، الذكاء يُبرمَج، وحتى المشاعر باتت تُدرَّس…

معظم أحزابنا رفعت شعارات مرتبطة بالله، وكأن كُلّ طرف يملك الحقيقة وحده. وهكذا، بدل أن يكون الدين جامعًا، صار عنوانًا للفرقة. فتحوّل انقسامنا إلى عموديٍّ وأفقيٍّ مزّق الشعب وأدى بنا إلى ما نحن عليه اليوم. ولن ننهض من هذه الكبوة ما لم نبدأ…

ليست المسألة صدفة، ولا هي قدر سماوي. هي منظومة كاملة، مدروسة بعناية، تُطبَّق على ما يُسمّى بـ"الدول النامية" أو "المتأخرة" مثل حالنا. تبدأ الحكاية دائمًا من شرارة خلاف داخلي: قبلي، مناطقي، ثم يُعاد هندسته ليصبح طائفيًا دينيًا، ومن ثم…

مما لا شكّ فيه أنّ الحالة اللبنانية حالة فريدة، تكاد تكون شاذّة عن كل ما كُتب في علم الاجتماع السياسي ودراسات سلوك الجماعات. فنحن نعيش على أرض واحدة لكنّنا لا نشترك في مرجعية قيمية أو رؤية وطنية جامعة. ما يجمعنا ليس مشروعاً وطنياً، بل ردود…

حين تساق إلينا المصطلحات من وراء البحار، نحملها بحماسةٍ العطشى ونظن أن فيها خلاصنا. قلنا إن الديمقراطية هي الحل، فرفعنا الشعارات، وصرخنا في الساحات، وصدّقنا أن صوت الصندوق قادر على إنقاذ وطنٍ غارقٍ في الفساد والتبعية. لكننا نسينا أن…