فراشتان تلتقيان على بابي ؟

بقلم غسان صليبي

لبس صباحي حلة جديدة اليوم، فما أن خرجت من باب المنزل إلى حديقتي الصغيرة، حتى استقبلتني فراشتان تطيران معا.

في العادة التقي فراشة وحيدة تمر ببابي، او أشاهد في الحديقة المجاورة يمامتين تحلقان معا، لكنها المرة الأولى التي أشاهد فراشتين معا على بابي.

للأسف لم أستطع متابعة مشوارهما، فقد اختفيتا سريعا، ربما أكملتاه سوية وربما افترقتا، وربما في الأساس لم تكونا تترافقان بل التقيتا صدفة أمام بابي.

من الصعب تخيل فراشتين تترافقان، فالذي يراقب الفراشة كيف تطير، يلاحظ وكأنها سكرانة تذهب يسارا فيمينا وتعلو وتهبط بسرعة فائقة.

خفتها على الأرجح ووسع جوانحيها، يجعلانها أسيرة تقلبات النسمات، فكيف تحافظ على مسار واحد وتترافق مع فراشة أخرى؟

يبلغ متوسط أعمار معظم الفراشات أسبوعين كحدٍّ أقصى، ولا وقت لديها للتمرس بمتطلبات الرفقة، ولعلها تفضل العزوبية هي التي تعرف انها لا تقوى على مقاومة النسمات.

احب أن اعتقد ان فراشتين رغبتا أن تلتقيا على بابي هذا الصباح ولو لمدة قصيرة.

 

اخترنا لك