بقلم غسان صليبي
سأل صحافي ترامب
إن كان هناك شخص يفضّله
لخلافة البابا فرنسيس،
فأجابه “أود أن أصبح انا البابا،
سيكون ذلك خياري الأول”.
أُعتبر تصريح ترمب مزحة
الى أن نشر على حسابه الخاص
صورة له بلباس البابا،
مما أثار ردود فعل
بين من رأى في ذلك
مزاحاً غير مقبول
او سخرية تستوجب الإدانة.
ليس هذا رأيي،
فالمسألة ابعد ما تكون
عن المزحة او عن السخرية.
فإصرار ترامب على التشبّه
ببابا الفاتيكان،
مرة بالكلام ومرة أخرى بالصورة،
تحمل معانٍ عميقة.
لا شك ان ترامب
عينه على الكرسي الرسولي،
بمعنى انه مهتم كثيراً
بالشخصية التي ستخلف البابا فرنسيس،
ذلك ان البابا الراحل كان خصماً لدوداً له ولسياساته،
وهو يريد أن يكون البابا التالي
أقرب اليه والى سياساته.
ان ترامب المتعجرف والمتشاوف
الذي يرى شخصه فوق الجميع
ويتحكم بمسار ومصير العالم
والذي لا يعير احتراماً
حتى لرؤساء الدول،
هذا الترامب نفسه
يتشبه بالبابا
ويحلم في ان يلبس لباسه
ويجلس على كرسيه.
ترامب يطمح في لاوعيه
لأن يترقى لمنصب البابا بالمعنى المعنوي،
فيحمل القيم التي يفتقدها
لعلّها تشرعن سلوكياته البشعة
أمام العالم أجمع.
ألم يسعَ الملوك
الى شرعنة حكمهم
من خلال الإدعاء
أنهم يمثلون الله على الارض؟
فإذا بالشعوب المسيحية
تطلق ثوراتها وتطيح بالملوك
وتفصل الكنيسة عن السلطة،
فتصبح السلطة عارية من مرجعيتها الدينية
التي راح يترأسها باباوات.
بتربعه صورياً على الكرسي الرسولي
بمساعدة الذكاء الاصطناعي،
أراد ترامب إعادة الزمن الى الوراء
والمزاوجة من جديد
بين السلطة الدينية والسلطة السياسية
كسلطة مطلقة تليق بنرجسيته.