عيون الكلب تحيّرني

بقلم غسان صليبي

لطالما رأيت في عيون الكلب
وداعة وطيبة
وأعتقد أن كثيرين يشاركونني الرأي
خاصة الذين لديهم كلاب في منازلهم.

لطالما ظننت
ان هذه الوداعة وهذه الطيبة
هما من طبيعة الكلب
المخلص والوفي كما يصفه البشر.

الى أن مرت في ذهني فكرة
وانا انظر اليه
مستلقياً على بطنه
وعيونه شاخصة إليّ.

قلت في نفسي:
أيعقل أن يكون الكلب حزيناً
وما هذه الطيبة والوداعة
الا تعبيراً عن حاجته
للعطف؟
أيُعقل أن يكون هذا الحزن
بسبب فقدانه لحريته
وإضطراره للخضوع لعملية التدجين،
بدل أن يكون طليقاً حراً
يركض في البراري؟
تساؤلات
حملت الحزن
الى قلبي،
ولن تقنعني تبريرات البشر
بأن الكلب
مثله مثل كل الكائنات الحية
يتعوّد
وقد تدجّن منذ عقود وعقود
ولا حاجة للقلق عليه،
وكأنهم لا يعرفون
ان شرط التعوّد
هو فقدان الكثير من الاحتياجات والقدرات
مع مرور الزمن.

لم اتجرأ على التفكير
بعد ذلك
بعيون البشر
الذين يبدون طيبين ووديعين
أكثر من اللازم،
انا الذي لا زلت على قناعتي
أن البشر طيبون
بطبيعتهم.

اخترنا لك