دمعة على دمعة نواف سلام

بقلم غسان صليبي

قد يتفهم المرء
السخرية من بكاء فؤاد السنيورة
إبان حرب ٢٠٠٦
من نصرالله ومن أنصاره،
ذلك ان الرجل كان خصماً لحزب الله
في حربه هذه.

أقول “قد” يتفهم المرء
لأن فؤاد السنيورة
يمكن ان يبكي أيضاً
على مشهد القتلى والدمار في بلاده،
رغم خصومته مع حزب الله.

لكن ان تطال السخرية
نواف سلام
ومن جماعة الممانعة نفسها،
لأنه ذرف دمعاً
تأثراً بما قالته ام ضحية
من ضحايا تفجير المرفأ،
فهذا ما يرعبني
فعلاً.

لماذا ننكر على نواف سلام
قدرته على التألم والبكاء
أمام أم
فقدت ابنها قتلاً
ولم يُعاقب القاتل بعد؟

إلأنه رئيس الحكومة
وليس من المفترض
على رجل دولة
ان يبكي؟

ألأنه يطالب
بحصرية السلاح
ومن يطالب بذلك
لا قلب له ليبكي؟

ألأن الشهيد قُتل بتفجيرٍ
مُتهمٌ بالتسبب به سلاحُ حزب الله
ولا احد يستحق البكاء عليه
في هذه الحالة؟

يرعبني
التحجج بواحدة
من الاعتبارات الثلاثة او بغيرها،
للسخرية من دمعة نواف سلام،
لأن ذلك لا يجرّده هو
من ادنى مشاعر الإنسانية
بل الذين يدّعون
انهم باسمها يسخرون.

هل أصبح
شرط الخصومة السياسية عندنا،
نزع ادنى المشاعر الإنسانية عن الخصم
لدرجة إنكار
قدرته على البكاء على قتيل
تنوح عليه امه،
تماماً كما فعلت إسرائيل
عندما اعتبرت ان الفلسطينيين حيوانات
لتعطي لنفسها الحق بإبادتهم؟

أذرف دمعة
على دمعة نواف سلام،
لأن الدمعة
أصبحت مضطهدة في بلادي.

اخترنا لك