بقلم غسان صليبي
الأم نجت
من صاروخ اسرائيلي-اميركي
قضى على زوجها وأطفالها الثلاثة
في بنت جبيل.
كانت العائلة تنتظر
تأشيرة هجرة الى اميركا
هرباً من العيش في لبنان،
فإذا بالصاروخ يسبق التأشيرة،
ولو بقيت العائلة حية
كان يمكن ان تضيف هذا الحادث
الى استمارة طلبها في السفارة الاميركية
كأن تضع كسبب اول لطلب الهجرة
الهروب من الموت على يد صاروخ اسرائيلي- اميركي.
هذه الجريمة
تشعرك انت المواطن اللبناني
بالكثير من الحزن والقهر والغضب
حيال ما يعتمل في وجدان العائلات الجنوبية،
ففي حين تقتلهم الصواريخ الاسرائيلية- الاميركية
اذا قرروا إلبقاء في ضيعهم،
يتبين لك ان لا خيار لبعضهم للعيش بأمان
سوى الهجرة الى اميركا
حيث تُصنع الصواريخ التي تقتلهم او تهجّرهم.
اذكر ان مسرحية
عُرضت في بدايات الحرب في لبنان
وربما كانت لجلال خوري،
يسمع فيها جنوبي من صاحبه
عن مؤامرة اميركية لتهجير اللبنانيين،
فيتمنى عليه أن يدله الى هذه المؤامرة
لعلها تأخذه معها.
لطالما تُركت العائلات الجنوبية
لتواجه وحدها مصيرها،
اليوم حزب الله يعاتب الدولة
ويطالبها بحماية الجنوبيين،
والدولة العاجزة بامكانياتها العسكرية
على مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية
تطالب اميركا بالتدخل لردع اسرائيل،
فيرد عليها المبعوث الأميركي تكراراً
ان لا شيء يمكن القيام به
قبل تسليم سلاح حزب الله،
الذي يتمسك بدوره بسلاحه
بحجة الدفاع عن لبنان،
فيما هو يثبت
مع كل جريمة اسرائيلية
انه أصبح عاجزا حتى عن حماية نفسه.
أليست جريمة وطنية جميعنا مسؤولون عنها
ان تُترك العائلات الجنوبية
في هذه الدوامة القاتلة
لتقاذف المسؤوليات؟
ألم نرَ بأم العين
كيف ابتلعت اسرائيل غزة
وتستعد لابتلاع الضفة،
فيما السلطة الفلسطينية وحماس
يتقاذفان المسؤولية
ويحجمان عن تأليف حكومة وحدة وطنية؟
الا يستحق اهل الجنوب
اجتماعات حكومية مفتوحة
لإيجاد جواب عملي
او خطة مواجهة وطنية على الاقل،
تتحمل فيها جميع الاطراف الحكومية مسؤولياتها
ومن بينها حزب الله
كطرف في الحكومة ينفذ قراراتها
وليس كطرف من خارجها يعاتبها ويطالبها؟
ام ان الجميع ينتظر بخبث
ما ستقوم به اسرائيل
فيلقون المسؤولية عليها
باستكمال تهجير الجنوبيين واحتلال ارضهم؟