#إتفاقات_أبراهام مستقبل #الشرق_الأوسط؟!

بقلم سمير سكاف – كاتب وخبير في الشؤون الدولية

سيكون الشرق الأوسط الجديد تحت مظلة إتفاقات أبراهام!

هذه هي صورة مستقبل الشرق الأوسط في زمن الأحادية الأميركية وزمن “الأمن الإسرائيلي” الذي يفرض شروطه العسكرية والسياسية على المنطقة بأسرها.

ستكون إتفاقات أبراهام الهدف المقبل لسياسة الرئيس دونالد ترامب بعد التخلص من البرنامج النووي لإيران وبعد تغيير النظام فيها وبعد قطع كل أذرعها في المنطقة، وبعد القضاء على حماس وعلى حزب الله والحوثيين عسكرياً.

إتفاقات أبراهام كانت في أولويات المواضيع الأساسية التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاباته في الكنيست وفي شرم الشيخ.

فقد ذكر الرئيس ترامب، “اتفاقات أبراهام” في خطابه في الكنيست الاسرائيلي بشكل صريح سبع (7) مرات، ومرة واحدة في خطابه في قمة شرم الشيخ.

​وهو أشاد في الكنيست الاسرائيلي بالدول التي وقعت عليها، مشيراً إلى أن جميع الدول الموقعة حافظت على الإتفاق خلال الحرب الأخيرة، وأكد على أهميتها للإزدهار الإقتصادي الإقليمي.

و​في خطابه الأخير في قمة شرم الشيخ للسلام ​أشار ترامب إلى “اتفاقات أبراهام” بشكل صريح مرة واحدة على الأقل، حيث أعرب عن أمله في انضمام دول عربية أخرى إلى الإتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وإذا كان الخطابان في الكنيست وفي قمة شرم الشيخ تركزا على الإعلان عن نهاية الحرب وتبادل الأسرى في غزة، لكنهما أشارا بوضوح إلى إتفاقات أبراهام كإطار أوسع للسلام الإقليمي.

إطلاق محركات إتفاقات أبراهام من جديد!

سيشهد المستقبل القريب تفعيل توقيع هذه الاتفاقات الأبراهمية مع دول عربية وإسلامية عدة، بينها الدول الإسلامية الأكبر في العالم؛ مثل إندونيسيا وباكستان…

وستشهد إتفاقات أبراهام ديناميكية كبرى، سيتولاها كل من المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنير، بالإضافة الى وزير الخارجية الاميركية ماركو روبيو.

وتُعد إتفاقات أبراهام (Abraham Accords) مجموعة من إتفاقيات تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وقد سميت بهذا الإسم نسبةً إلى النبي إبراهيم، الذي يعتبره اليهود والعرب الأب المشترك لهم.

​وهذه تفاصيل تاريخها، وأشخاصها، ومضمونها:

​1. إتفاقات أبراهام بالتواريخ والمحطات:

​13 آب/أغسطس 2020: الإعلان المشترك الأولي بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.

​15 أيلول/سبتمبر 2020: التوقيع الرسمي على الإتفاقيات بين إسرائيل والإمارات والبحرين في البيت الأبيض بواشنطن.

تشرين الأول/​أكتوبر 2020: الإعلان عن موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل (تمّ التوقيع على “إعلان إتفاقات أبراهام” في 6 كانون الثاني/يناير 2021).

كانون الأول/​ديسمبر 2020: الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.

​2. الموقعون الرئيسيون على إتفاقات أبراهام:

​تمّ التوقيع على الإتفاقيات الأصلية في أيلول/سبتمبر 2020 من قبل:
​إسرائيل: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
​الإمارات العربية المتحدة: وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
​مملكة البحرين: وزير الخارجية عبد اللطيف بن راشد الزياني.
​الولايات المتحدة: (بصفتها الوسيط والراعي) الرئيس دونالد ترامب.
​تبع ذلك لاحقاً تطبيع العلاقات مع السودان والمغرب.

​3. مضمون إتفاقات أبراهام وأهدافها الرئيسية:

أ – ​إقامة علاقات دبلوماسية كاملة: وتضمنت تبادل السفراء وافتتاح السفارات والقنصليات.
ب – ​التعاون الثنائي: إطلاق التعاون واسع النطاق في مجالات عديدة، أبرزها:
​الإقتصاد والتجارة: تشجيع الإستثمار والتجارة الحرة.
​السياحة: تيسير السفر المباشر بين الدول.
​التكنولوجيا والأمن: التعاون في مجالات التكنولوجيا والأمن.

​4 – الخلفية السياسية والإقليمية:

​تمت برعاية الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب. وقد ​رأى مهندسو الإتفاقيات أنها تمثل “اختراقاً دبلوماسياً” في الشرق الأوسط.

و​أشار بعض المحللين إلى أن الهدف من الإتفاقيات يشمل بناء تحالف إقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني.

​5 – ملاحظة حول القضية الفلسطينية:

​شكلت الإتفاقيات أول تطبيع علني للعلاقات بين دول عربية وإسرائيل منذ معاهدتي السلام مع مصر (1979) والأردن (1994). وقد لاقت ترحيباً من الموقعين والولايات المتحدة، بينما قوبلت بانتقاد واسع من القيادة الفلسطينية التي رأت فيها “تخلياً عن القضية الفلسطينية” وتجاهلاً للمرجعيات العربية والدولية للسلام.

6 – المفاوضون في اتفاقات أبراهام

ركزت المفاوضات التي أدت إلى إتفاقات أبراهام بشكل رئيسي على قنوات خلفية وسرية في البداية، ثم انتقلت إلى مفاوضات رسمية برعاية أمريكية.

​المفاوضون الرئيسيون (بشكل غير رسمي ورسمي):

​1. من الجانب الأمريكي (الوسطاء الرئيسيون):
​جاريد كوشنر (Jared Kushner): كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، وكان له الدور الأبرز في هندسة وتسهيل المفاوضات.
​آفي بيركويتز (Avi Berkowitz): المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط.
​دونالد ترامب (Donald Trump): رئيس الولايات المتحدة، الذي كان الراعي والمعلن الرسمي للإتفاقيات.

​2. من الجانب الإسرائيلي:
​بنيامين نتنياهو (Benjamin Netanyahu): رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي وقع الإتفاقيات.
​وعدد من كبار المسؤولين والمستشارين المقربين منه.

​3. من جانب الدول العربية (الموقعون):

​الإمارات العربية المتحدة: قام مسؤولون رفيعو المستوى، وعلى رأسهم الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان (وزير الخارجية)، بالتفاوض والتوقيع.

​مملكة البحرين: قام عبد اللطيف بن راشد الزياني (وزير الخارجية) بالتفاوض والتوقيع.

​المغرب: شارك مسؤولون رفيعو المستوى في المفاوضات التي أدت إلى استئناف العلاقات، ورافقت هذا الإتفاق اعتراف أمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

​السودان: شارك مسؤولون من الحكومة الإنتقالية في المفاوضات التي أدت إلى إعلان التطبيع، مقابل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والحصول على دعم مالي دولي.

​​كان الدور المحوري في تسهيل وقيادة المفاوضات للمسؤولين في البيت الأبيض الأمريكي (خاصة كوشنر وبيركويتز)، بينما قام قادة وممثلو وزارات الخارجية في الإمارات والبحرين وإسرائيل بالصياغة النهائية والتوقيع على الإتفاقيات في واشنطن.

7 – أي مستقبل لاتفاقات أبراهام؟

إتفاقات أبراهام، أو التطبيع مع إسرائيل، تعد منطقة الشرق الأوسط بمستقبل زاهر مبني على حسن العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل في مقابل الاعتراف والقبول بدولة اسرائيل كجزء أساسي في المنطقة. في حين يعمل العرب للوصول الى ذلك بالتوازي مع الاعتراف بدولة فلسطين.

ومع ذلك، ما سيحدث في الواقع والنصوص سيحتاج لوقت كبير لتغييره في النفوس في عدد كبير من جماهير الدول العربية.

ولكن قطارات إتفاقات أبراهام وُضعت على السكة وهي ستتجه الى مسارات عربية وإسلامية عدة في الوقت نفسه. ومن المهم الابتعاد عن أبواب القطارات التي ستُقفل قريباً لأن هذه القطارات ستنطلق قريباً!

اخترنا لك