بقلم غسان صليبي
بعد انتخابه بطريركا
رفع الراعي شعار “الشراكة والمحبة”،
وها هو اليوم يقرر
وقف “عقود الشراكة” على الأملاك العقارية
بين البطريركية والأهالي
في منطقة الديمان،
تاركا للسكان الحق في الحفاظ على منازلهم
مع قطعة أرض صغيرة،
في حين تسترد البطريركية
الأراضي المتبقية التي تملكها
وهي تشكّل حوالي ٨٠ % من المساحة الكاملة.
“عقود الشراكة” عقود قديمة
ورثها الأبناء عن الأجداد
وبنوا حاضرهم وخططوا لمستقبلهم
مفترضين الحفاظ على ملكيتهم ب”الشراكة”
مثلهم مثل اجدادهم،
فلماذا يعتقدون
ان البطريركية قد تفكّر
ولو للحظة في استرداد هذا الاملاك؟
لكن البطريركية فكّرت فعلاً بإسترداد املاكها
وباشرت بالتنفيذ وراحت تعرض
بعض الأراضي المستردّة للبيع
في سوق العقارات.
لن افتّش عن دوافع ما تفعله البطريركية،
فلا الأراضي الشاسعة التي تملكها
ولا العقيدة الدينية المسيحية التي تتكلم بإسمها
تسمح لها بالقيام بما تقوم به.
ما تقوم به
يزيد من الفجوة الهائلة بين ثروتها
وثروة الأهالي
في الديمان وعلى كامل الأراضي اللبنانية،
وأقل ما يمكن قوله بما يتعلق بسلوكها
انه غير محب،
يؤلم الأهالي ويفقرهم
ويطعن بالثقة
بينهم وبين كنيستهم.
هل يحتاج البطريرك لمن يذكّره
هو الذي رفع شعار “الشراكة والمحبة”
أن المسيحية محبة
وإن المحبة شراكة في الماديات كما في المعنويات،
وبدون هذه الشراكة الفعلية
لا معنى للمحبة؟
استغرب ان يمهّد البطريرك
لإستقبال البابا لاوون الرابع عشر
بعمل يناقض الرسالة التي أطلقها البابا
منذ حوالي الاسبوع بعنوان
“في محبة الفقراء”،
وهي الرسالة التي سأتناولها بالتفصيل
في وقت قريب،
وستكون مناسبة للتوسع أكثر
في البون الشاسع المؤلم والذي يدعو الى الغضب
بين سلوك بعض الكنائس ورسالة المسيح.