هل اصدّق ساعتي البيولوجية ام ساعتي المجتمعية؟

بقلم غسان صليبي

ساعة الحائط تشير إلى التاسعة
فيما ساعة الهاتف لا زالت عند الثامنة،
بعد قرار الدولة
تأخير الساعة ساعة.

ساحة الحائط
تذكرني بساعتي البيولوجية،
وانا من ثبّت عقاربها باصبعي البيولوجي
منذ حوالي السنة،
فيما ساعة الهاتف تنبّهني الى ساعتي المجتمعية
وقد تثبتت اوتوماتيكياً
وانا نائم.

أضعت ساعة
وانا افكّر
اي ساعة أصدّق
ساعة الهاتف ام ساعة الحائط.

فنتيجة ما يُسمّى بالفرنسية
Déformation de la formation
او التشويه الذي يحدثه التكوين العلمي للشخص،
اعتدت انا المتخصص بعلم النفس الاجتماعي
ان اربط بين النفسي والاجتماعي دون ان أنسى البيولوجي،
وها انا أطبّق ذلك على مسألة تأخير الساعة
فتتساءل نفسي ماذا عليها ان تصدّق
حتى تكون صادقة مع نفسها،
بيولوجيتها في متطلباتها
ام ما حدده لها المجتمع من متطلبات؟

أخذني التساؤل بطبيعة الحال
الى هذا الصراع الدائم بين الرغبات والواقع،
وما يمكن ان ينتج عنه
من نزعة تحررية او من عقد نفسية
على أثر العجز عن التأقلم مع هذا الواقع.

لكنني وانا غارق في التفكير
تنبّهت الى ان هذا التحليل الذهني الذي باشرته
معطوب من اساسه،
ذلك ان الساعة البيولوجية
التي احاول ان احافظ عليها اليوم
ليست سوى الساعة المجتمعية
التي سبق ان عدَّلَت ساعتي البيولوجية
منذ حوالي السنة.

تأخير الساعة ساعة
يربحك ساعة
هكذا تقول الحسابات البسيطة العقلانية،
ويمكنك ان تستفيد من هذا الفارق في الوقت
لتملأ فيه يومك كما يحلو لك.

كان يمكن لهذه الساعة التي ربحتها
أن تكون ساعة رياضة
او ساعة مشي
او ساعة مع صديق او صديقة
او ساعة قراءة
او ساعة تأمل
او ساعة استمتع في تضييعها
دون اسف،
اذ انها ساعة زائدة
في كل حال.

حسناً لقد أضعتها
ولا اسف على ذلك،
فتقديم ساعة أو تأخير ساعة
تحت عنوان “التوقيت الصيفي والتوقيت الشتوي”،
لا معنى له في زمنٍ
لا يتوقف عن تذكيرك في كل يوم
بأنك تعيش بحسب التوقيت الإسرائيلي ومقاوماته
الذي يقضي في آن واحد
على البيولوجي والنفسي والمجتمعي.

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com