استعادة المعاني المسروقة : نحو وعي وطني يتجاوز احتكار #الأحزاب للشعارات

بقلم خلود وتار قاسم
@kholoudwk

معظم أحزابنا رفعت شعارات مرتبطة بالله، وكأن كُلّ طرف يملك الحقيقة وحده. وهكذا، بدل أن يكون الدين جامعًا، صار عنوانًا للفرقة. فتحوّل انقسامنا إلى عموديٍّ وأفقيٍّ مزّق الشعب وأدى بنا إلى ما نحن عليه اليوم.

ولن ننهض من هذه الكبوة ما لم نبدأ من الأساس، الوعي بهويّتنا الوطنيّة.

فمن دون إدراك عميق لمن نحن، لن نستطيع حماية أمننا القومي، ولا طرد تلك السوداوية التي تخيّم على يومنا ومصيرنا. علينا أن نستعيد الأمل، ونزرع ثقة بالمستقبل، وأن نتجرّأ على التغيير.

نحن في الحقيقة نعتمد على قوّة لبنان وأهله، مهما توزّعنا بين كتائب وأطياف. علينا أن نتمرّد على الجمود، لنبدأ بالإصلاح، ثم نعي حقيقتنا، ونمضي نحو التجدد على قاعدة ديمقراطية صلبة. عندها فقط يتشكّل لدى كل مواطن ومواطنة وعيٌ اجتماعي بالحقوق والواجبات تحت سقف القانون… في دولة من المستقلين والمستقلات.

نعم، أقولها بصراحة، لقد احتُكِرت المفاهيم والمعاني.

حزبٌ صادر “الله”، وآخر “الأمل”، وثالثٌ امتلك “المستقبل”. أطرافٌ اختزلت “القوّة اللبنانية”، وأخرى حوّلت نفسها إلى “كتائب” معزولة، وحزبٌ احتكر “الإصلاح” و“التغيير”، وآخر صادر “القومية” حتى خفنا من مجرد ذكر الكلمة.

بل وصل بنا الأمر إلى أن كل حزب استحوذ حتى على لونٍ من ألوان الحياة… فصرنا نخاف أن نستخدم الألوان في خطابنا اليومي!

ولكن الحقيقة هي: هذه كلّها كلماتنا. هذه كلّها ألواننا.

ولا بد أن نستعيدها كي نبني وطنًا متوازنًا، متنوعًا، حيًّا.

فنحن بحاجة إلى الأمل، إلى القوّة، إلى المستقبل، إلى التغيير، إلى الإصلاح… وإلى الله قبل كل شيء، لا كعنوان حزبي… بل كقيمة إنسانية وأخلاقية جامعة.

حين نستعيد هذه المصطلحات إلى فضائنا الوطني، تصبح أيامنا مُنتِجة، وتُبعث فينا الإيجابية، وعندها فقط نستطيع الادّعاء أننا نعيش في ظل نظام ديمقراطي حرّ.

صباحكم أمل بوطنٍ قويّ، نعمل فيه معًا لنُصلح… ونغيّر… ونبني ما هدمته أيدينا.

اخترنا لك
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com