بقلم غسان صليبي

كاتب
عشية عيد الاستقلال
كما في يوم الاستقلال،
لا شيء يوحي
بالاستقلال.
اعتداءات إسرائيلية متواصلة،
لا عرض عسكري
لا حفل استقبال رسمي
لا احتفالات شعبية.
فجأةً خبرٌ سار
يأتينا من واشنطن:
ترامب يقرر دعوة عون
الى البيت الأبيض
بوساطة سعودية على ما يحكى.
فرحة ضمنية تعم البلاد
على غير اعتياد،
“السياديون” و”الممانعون”
يبتسمون في سرّهم،
واللبنانيون يأخذون نفساً:
لقد جرى “ترخاية” حبل الخناق حول أعناقنا.
عندما يقبل ترامب استقبال عون
كإعتراف سياسي به،
بعد رفضه الاجتماع به في نيويورك
منذ حولي الشهرين،
يبدو ذلك عشية الاستقلال
وكأنه “عيدية” الاستقلال،
من قِبَل من يخبىء في جيبه
مفتاح الدعم العسكري والمالي
الذي بدونه لا استقلال سياسي في لبنان.
لكن مشكلة الاستقلال السياسي
تكمن أيضا في الواقع السياسي الداخلي نفسه،
ففي محاولته في خطاب الاستقلال
-الذي اراده “عيدية” الاستقلال من جانبه-
تحييد المسؤولية عن نفسه
ملقياً إياها على الفريقين اللذين انتقدهما
بسبب انكارهما لحقوق بعضهما البعض،
انما ينكر عون بدوره ان هذين الطرفين
هما النواة الصلبة للحكومة في لبنان
المخوّلة دستورياً تنفيذ لا بل الموافقة
على ما يطرح من مواقف ومقترحات،
لا سيما ان في ما طرحه كمقاربة للتسوية
نقاطاً بعضها يغيظ هذا الفريق
فيما بعضها الآخر يغيظ الفريق الآخر.
عندما تكون “عيديتا” الاستقلال
علامتين للّاإستقلال،
تتلاقى عبثية الداخل
بعبثية الخارج
بسلام وبتوافق تام.