لا مهرب

بقلم غسان صليبي

تصحو وتغفو
على خبر واحد
يتصدر جميع الاخبار في بلادك:
“الضربة الاسرائيلية
لا بد قادمة بعد الاعياد”.

كنا ننتظرها
بعد زيارة البابا
فتأجلت الى بعد الاعياد،
لسان حالنا يبقى على حاله:
“اضحكوا اليوم
قبل أن تبكوا غدا”،
وهو لسان حالنا منذ خمسين عاماً.

وفود تأتي
ووفود تغادر،
كنا بمرشد واحد
أصبحنا بمجموعة مرشدين،
الكل يبدي حرصه على دولتنا المتجددة
ويريد ان يسدد خطاها
هي التي أصبح عمرها سنة
ولا تزال في مرحلة تعلّم المشي.

المرشد الأصلي
يريد من حزب الله ان يحتفظ بسلاحه
ليتفاوض عليه مع اميركا،
والمرشدون الجدد يريدونه ان يسلّم سلاحه
قبل ان تدمّره اسرائيل على رؤوس بيئته.

روح بيئة مذهبية
تقمّصت حزب الله
وحزب الله تقمّص السلاح،
فهل يُعقل أن يكون شرط اعادة بناء دولة
تخلّي احد مكوناتها
عن روحه؟

ألا يجب ان تعي مكوّنات هذا الوطن
التي تريد إعادة بناء دولتها،
معنى ان مكوّن قد بنى دويلته الدينية العسكرية
لأنه لا يؤمن بدولته التعددية؟

اسئلة تحاصرني
وتشكك بالجدوى الوطنية
لإعادة بناء دولة مركزية على انقاض دويلة،
فأهرب الى فيروز
التي تغنّي
على إحدى الشاشات
“عم يلعبوا الولاد عم يلعبوا
تحت السما الزرقا عم يلعبوا”.

لا جدوى من الهرب
حتى الى أحضان فيروز،
أعود وافكّر بأولاد
الضاحية والجنوب والبقاع
الذين تحتل المسيّرأت القاتلة سماءهم الزرقاء،
واخرج مسرعاً لأمشي في الهواء الطلق.

السماء ملبّدة بالغيوم،
ابدأ بالمشي واذا بالسماء تمطر،
“الشتي خير” يقولون،
اكمل المشي تحت المطر.

اخترنا لك