#أحمد_الأحمد والسردية الثالثة

بقلم غسان صليبي

انقضّ احمد الأحمد
على واحد من اللذين كانا يطلقان النار
على اليهود المحتفلين
على شاطئ في سيدني في استراليا
وانتزع منه سلاحه،
موفّرا على الجالية اليهودية الكثير من القتلى والجرحى.

اذا لم يقنعك الاسم الأول
فإسم العائلة يتكفّل بذلك،
أحمد الأحمد
هو رجل مسلم.

شكك احمد بفعلته
بالسردية التي تقول
أن الإرهابي إرهابي لأنه مسلم
والضحية ضحية لأنه يهودي.

لكن السردية الاولى
لا تستسلم بسهولة،
بل تستنجد بالسردية الثانية
التي هي توأمها وإن بدت مناقضة لها،
ذلك ان أحمد الأحمد
قام بما قام به لأنه مسلم،
وهذا هو الاسلام الصحيح.

السرديتان تصرّان
على تعريف القاتل والقتيل
والمنقذ،
بهويتهم الدينية.

ماذا لو كان احمد الأحمد،
بائع الفاكهة الذي وُجد صدفةً في المكان،
لم يتحرك لأنه مسلم
او لأن القاتل مسلم والقتيل يهودي،
بل لأنه انسان طيّب وشجاع وضد القتل
في حين ان القاتل قاتل والقتيل قتيل
ولا حاجة لتعريف آخر؟

اخترنا لك