فرضوا أنفسهم على المجتمع على أنهم سياسيون..

د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

أيها السياسيون المتفلسفون يا من فرضتم نفسكم ووجودكم دون استئذان، عليكم أقله أن تصوموا عن خطاياكم وفسادكم خيرٌ من أن تطالبوا المجتمع بإصلاح وإدارة نفسه وهو لم يحظَ بدولة محترمة تصونه حتى الآن وكله بسبب وجودكم في السلطة.. في لبنان لدينا سياسيون نهبوا الأرض وما عليها وأسالوا الدماء، وباعوا الثروات والتاريخ، ثم راحوا يتقيأون على المجتمع وسلوكياته..

ألسياسيون هم الذين يشاركون في التأثير على المواطن من خلال التأثير على صنع القرار، السياسيون أو الاشخاص الذين يؤثرون على الطريقة التي تحكم المجتمع من خلال فهم السلطة السياسية لكن ليس في لبنان.

سينزعج بعض أصدقائي السياسيين مما سأُدلي به بالرغم من أنني ضد سياستهم الفاشلة وأحمل شعار “كلن يعني كلن” وحتى قبل الانتفاضة لأن الحكمة تقول إذا لم تكن تعلم ماذا تريد فكل الطرق تؤدي إلى الهلاك على اعتبار أنّه السبيل الأمثل للوصول إلى مفترق طرق لايحتاج إلى خارطة طريق…

من المعروف أنه في السياسة ليس هـناك عـدو دائم أو صديق دائم، بل هـناك مصالح دائمة لكن ما حصل في لبنان كلهم سواسية هدفهم سلخ جلد المواطن عن لحمه ومصلحتهم المشتركة أكبر دليل عما أقوله وفوق كل اعتبار..

لقد عانى اللبنانيون ما لم تعانِ منه سوى شعوب قليلة في العالم، فهم أخضعوا، على مرّ العقود، بقوة الحديد والنار والعبوات الناسفة والحروب المفتعلة، لشتى أنواع الاحتلال..

وهذه الاحتلالات المتعاقبة والمتداخلة كانت دوماً تفرض الطبقة السياسية التي تلائمها، متوسّلة الاغتيالات لإزاحة كل من يشكّل عائقاً أمامها، أو لإخضاع من يمكن أن يتمرّد على هيمنتها.

بالمختصر المفيد أنّ السياسة في لبنان ليست بسياسة والسياسيون أغلبهم مجرمون وليسوا بسياسيين..

اخترنا لك