محاولات لكشف المستور الباريسي

فيما يغرق اللبنانيون في همومهم المعيشية وسط ارتباك حكومي حيال كيفية احتساب رواتب القطاع العام، اجتهدت صحف اليوم في محاولة لكشف معطيات لقاء النائب السابق سليمان فرنجية مع المسؤولين الفرنسيين.

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة اللواء عنونت: يوم الرواتب والعواقب.. وميقاتي لن يتحمل المسؤولية منفرداً

لا نتائج فورية لمحادثات فرنجية في الإليزيه.. ولبنان يحضر بقوة في قمة أيار في السعودية

وكتبت تقول: كل المعطيات تشير الى ان اليوم الاثنين هو يوم مفصلي، بكل معاني الكلمة، لجهة تبين المسار العام بين معالجات تنهي أزمة قبض الرواتب وتؤسس لمعالجة هادئة، ودائمة للرواتب والمعاشات المتآكلة في القطاع العام، سواء لجهة العاملين في الخدمة او المتقاعدين من مدنيين وعسكريين وسفراء وقضاة ومدراء عامين.

قدامى العسكريين يتجهون مع قدامى اساتذة الجامعة ومتقاعدي التعليم الرسمي ما قبل الجامعي من اساتذة ثانويين وابتدائيين الى موظفين سابقين في مختلف ادارات الدولة، فضلاً عن رابطة موظفي الدولة، الذين يستمرون في الاضراب للشهر الرابع على التوالي، مما يؤثر على جباية الاموال وخزينة الدولة والمالية العامة، الى الاعتصام مجدداً في ساحة رياض الصلح اذا دعت الحاجة اليوم، حيث تجتمع اللجنة الوزارية لتسيير المرفق العام، وتبحث في مطلب تخفيض سعر صيرفة عن الـ60 الفاً او تقديم مساعدات اضافية، لا تقل عن اثنين او ثلاث لاستعادة بعض ما خسرته الرواتب والمعاشات من قيمة شرائية مع الارتفاع المرعب في الاسعار من الدولار الى سائر السلع والحاجيات والخدمات.

وعلى الجملة، فلبنان يقف على فالق انتظار المساعي الخارجية العربية والفرنسية لمعالجة الخلافات حول انتخاب رئيس للجمهورية، حيث بحثت فرنسا الموضوع مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بعدما استقبلت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، فيما يصل الى بيروت اليوم الموفد القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، ويلتقي الرئيسين نبيه بري (ظهر اليوم). ونجيب ميقاتي (الساعة 11 من قبل الظهر) ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، كما يزور رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان قرابة الحادية عشرة ليلاً في دارة خلدة، كما يُرتقب ان يزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القات اللبنانية سمير جعجع وقيادات اخرى. فيما تستمر المعالجات لمطالب موظفي القطاع العام في اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بإدارة تأثير الازمة على المرفق العام الساعة ١٢ ظهراً. تلافيا لمزيد من الاضرابات والتحركات في الشارع التي يهدد بها أكثر من قطاع.

وبحسب جهات شبه رسمية، فان اللجنة التي تضم كل المكونات السياسية الممثلة في الحكومة ستناقش مجمل الملفات المطلبية المتعلقة بالإدارات والمؤسسات العامة وتحدد معالم الحلول في ضوء التقرير المفصل الذي وضعته وزارة المال ليبنى على الشيء مقتضاه، موضحة ان المناقشات ستنطلق من التوجه الذي أعده رئيس الحكومة بضرورة ان تكون الاقتراحات المقدمة ضمن الإطار الذي يسمح به واقع المالية العامة.

وألمحت الى ان الرئيس ميقاتي سيتحدث خلال رعايته حفل افطار دار الايتام الاسلامية حيث سيلقي كلمة يحدد فيها طبيعة المرحلة المقبلة على الصعيد الحكومي، بعد التطورات الاخيرة التي حصلت.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن زيارة رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية الى فرنسا حركت الملف الرئاسي الذي يخضع لجمود كبير في الداخل. ورأت هذه المصادر أن لا نتائج فورية لهذه الزيارة قبل أن تبحث مناقشاتها بين المعنين في هذا الملف، معتبرة أن ما من جواب سلبي وصل مسامع الوزير السابق فرنجية بشأن خوضه معركة الرئاسة وإن فرنسا فضلت الاطلاع على مقاربة فرنجية وأفكاره.

ورأت أن المواقف المحلية والخارجية حيال ملف الاستحقاق الرئاسي لا تزال على حالها من التباين ودعت إلى انتظار ما قد يقدم عليه الجانب الفرنسي بعد هذه الزيارة.

ومن مصادر دبلوماسية عربية، علمت «اللواء» ان ملف لبنان دخل في صميم الاتصالات، لكنها استبعدت حصول اي تقدم جدي، قبل القمة العربية في المملكة العربية السعودية في 19 أيار المقبل، حيث، وحسب المصادر، سيحضر الملف اللبناني بقوة من جوانبه كافة سواء السياسية او المالية والاقتصادية.

  • صحيفة الأخبار عنونت لتقرير أعدته ميسم رزق: مبادرة «5+1»: ضمّ إيران إلى المجموعة الخماسية؟ باريس أكدت لفرنجية: النقاش لم يُقفل

وكتبت تقول: تسبّبت زيارة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لباريس ولقاؤه المستشار الرئاسي باتريك دوريل، بناءً على طلبٍ فرنسي، في ما يُشبِه الوجوم من إمكان إعلان تسوية محتملة، أو احتمال إبلاغ باريس الزعيم الزغرتاوي استسلامها وعدم المضي في تسويق اسمه بسبب تصلّب الموقف السعودي. لذا، ساد الحذر لدى كل الأطراف السياسية، فلا حلفاء فرنجية انبروا لتصوير الدعوة بمثابة نقطة لمصلحته، ولا بدا خصومه راغبين في الإدلاء بدلوهم سلباً. التهيّب طغى على الجانبين حيال تسارع التطورات في المنطقة وعدم اتضاح التوجهات في ما يتعلق بها، وتحديداً مدى انعكاسها على الملف اللبناني.

مساء أول من أمس، حطّ فرنجية في بيروت، بعدَ يوميْن من التوقعات. صحيح أنه بدا لمن تحدث إليه بعدَ عودته مرتاحاً جداً، لكنه كان أيضاً واقعياً. فلا هو عادَ والرئاسة في جيبه، ولا عادَ من دونها «الأمور لا تزال على حالها وتحتاج إلى وقت». والأهم في ما نقل عن فرنجية بعد عودته أن الفرنسيين جزموا له «بأن النقاش حول ترشيحك مع الآخرين لم يقفل بتاتاً» كما يقول مقربون منه، أشاروا إلى ضرورة عدم المبالغة في التقديرات، وإن كان فرنجية «بالنسبة إلى الفرنسيين على رأس قائمة المرشحين، لكنهم يتحدثون إلى آخرين أيضاً».
مع ذلك اكتسبت الزيارة أهمية لكونها أتَت في أعقاب تطورات عدة، من بينها:
– الاتصال الذي احتلّ الملف اللبناني حيّزاً منه بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
– زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى باريس للقاء مدير الاستخبارات الفرنسية برنارد إيميه وإقناع الفرنسيين بأن تسوية فرنجية غير قابلة للنجاح بسبب الموقف السعودي والموقف المسيحي الداخلي.
– السجال الطائفي الخطير على خلفية «معركة الساعة»، فضلاً عن الإشكال الكبير الذي وقعَ في مجلس النواب خلال اجتماع اللجان المشتركة.
– الحراك الأميركي الذي تولته مساعِدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف التي جالت على عدد من عواصم المنطقة، من بينها بيروت حيث شدّدت على إتمام الاستحقاق الرئاسي كمدخل لإطلاق عجلة الإصلاحات عبر حكومةٍ مكتملة الصلاحيات، وتقاطع كلامها مع معلومات نُقلت عن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بأن بلادها لا تدعم مرشحاً رئاسياً على آخر، وستتعامل مع أي رئيس يُنتخب.
وفيما لا يزال اللاعبون في الداخل، تحديداً خصوم فرنجية، يسعون إلى الاجتهاد في تفسير ما حمله الرجل معه، أكدت مصادر سياسية بارزة أن «ما تأكد من الزيارة حتى الآن هو إبلاغ فرنجية بأن اسمه كمرشح لا يزال متصدراً في قائمة الفرنسيين، من دون إيهامه بأن التطورات الإقليمية قد تبدّلت لمصلحته». وهو سمِع من الفرنسيين أنهم لم يتمكنوا بعد من كسر الطوق السعودي حوله، وأن موقف الرياض منه لم يتبدل، لكنهم مستمرون في دعمه بالتزامن مع:
أولاً، مبادرة مصرية تطرح تشكيل مجموعة 5+1، تهدف إلى ضمّ إيران إلى المجموعة الخماسية التي تتولى البحث في الملف اللبناني (أميركا، فرنسا، قطر، مصر، السعودية)، على أن تنتقِل الاجتماعات إلى الرياض، كخطوة إيجابية مُطمئِنة للمملكة.
ثانياً، إبلاغ إيميه جنبلاط خلال وجوده في باريس الإصرار على التمسك بفرنجية، رغمَ محاولة الأخير إقناعه بصعوبة وصوله.
ثالثاً، التنسيق الذي تقوم به باريس مع قوى لبنانية داخلية تدعم ترشيح فرنجية، والاتفاق على أن يعلن الأخير ترشيحه بشكل رسمي بعدَ تحضير برنامجه بشكل يجيب من خلاله الداخل والخارج على كل الأسئلة المتعلقة بعدد من الملفات ويكون مُطمئناً، بدءاً من التعامل مع رئيس الحكومة وملفات اللاجئين السوريين وضبط الحدود والأجندة الإصلاحية سياسياً واقتصادياً ومالياً. علماً أن فرنجية لا يزال يربط هذا الترشيح بالحصول على إشارة سعودية إيجابية.
رابعاً، حراك قطري سيبدأه وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، الذي وصل إلى بيروت ليل امس، لإبقاء التواصل مع كل القوى السياسية واستكشاف آفاق تسوية محتملة حول اسم المرشح الرئاسي. علماً أن القطريين، بحسب ما تقول مصادر مطلعة، أكثر براغماتية وواقعية في تعاملهم مع الملف الرئاسي.

تصعيد قواتي بطلب سعودي: نسف التسوية أو تحسين شروط؟

يأتي هذا كلّه على وقع التصعيد الداخلي الرافض لفرنجية، كما جاء على لسان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال الذّبيحة الإلهيّة لراحة أنفس «شهداء زحلة»، إذ توجه إلى «من يبتزّنا ككل مرة، ويخيّرنا بين المرشّح التابع له أو الفراغ»، بأن «روح بلّط البحر، لأن أي مرشّح من محور الممانعة، مهما كان اسمه أو هويته هو الفراغ بحد ذاته، ولن يكون عهده إلا تتمة للجزء الأول من العهد السابق».
وأكدت مصادر بارزة لـ «الأخبار» أن «التصعيد الكبير من جانب جعجع أتى بطلب من السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، وهو تصعيد يترجم أيضاً بحملات إعلامية وسياسية ضد الدور الفرنسي. بحجة أن الموقف المسيحي يُدعّم موقف المملكة المتصلب ويقوي حجتها لعدم التراجع عن رفض فرنجية مقابل إصرار الفريق الآخر عليه، على قاعدة أن موقف الثنائي الشيعي الداعم يقابله موقف من الثنائي المسيحي الرافض ما يصعّب الوصول إلى تسوية تتيح انتخابه». واعتبرت المصادر أن «الطلب السعودي يدخل في إطار الاستثمار في الموقف المسيحي، خصوصاً أن التصعيد مطلوب في لحظة تقدّم المفاوضات، إذ تلمس المملكة بأن إيران لن تضغط على حزب الله في الملف الرئاسي كما أن الحزب ليس في صدد التراجع عن فرنجية».

  • صحيفة الأنباء عنونت: انتخابات الرئاسة “في الأسر”.. والأرق المعيشي يتفاقم

وكتبت تقول: لا رجاء ولا أمل بغد أفضل يأتي من أهل الحل والربط في لبنان، وحده الرجاء بأن ينير الله قلوب المسؤولين ليكونوا أمام مسؤولياتهم، هو الباب المتاح أمام اللبنانيين. ولعلّ رمزية الشموع التي حملها الأطفال في الشعنينة تمثل رسالة منهم أيضا بما أوصى به السيد المسيح المؤمنين بأن يكون النور في داخلهم، فيما كانت رسالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قداس المناسبة رسالة واضحة بقوله إن “السياسي الحقيقي خادم. وعندما لا يكون خادما فهو سياسي سيئ، بل ليس سياسيا، لأن السياسة فن شريف لخدمة الخير العام (…) وليعلم السياسيون وعلى رأسهم نواب الأمة أن ضامن السياسة الصالحة هو انتخاب رئيس للجمهورية يحمل هذه المواصفات لتنتظم معه المؤسسات الدستورية”. كلام الراعي يلتقي مع المساعي التي ينفك يواظب عليها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في الداخل والخارج لفك أسر انتخابات رئاسة الجمهورية، وفتح طاقة أمل في الجدران المقفلة.

وقبل أيام على استضافة بكركي ليوم صلاة للنواب المسيحيين ليس ما يوحي بأي تقارب حول النظرة إلى الاستحقاق، ولا تقديم أي تنازلات، وبالأخص عند التكتلين المسيحيين الكبيرين، “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية”، بحسب مصادر سياسية التي توقعت في اتصال مع الأنباء الإلكترونية، ألا تخرج صلاة النواب المسيحيين في حريصا التي دعا إليها الراعي بأي جديد باستثناء استمرار تعطيل هذا الاستحقاق. 

في المقابل، اعتبرت مصادر بنشعي عبر الأنباء الإلكترونية أن دعوة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من قبل المسؤولين الفرنسيين وإجراء محادثات معه هي “بحد ذاتها إعلان ترشيح وأكثر. فالأمور في هذه الحالة لا تقتصر على الشكليات في ظل الأزمة القائمة. ومجرد دعوة فرنجية للذهاب إلى باريس له دلالات مهمة، ويبقى السؤال لماذا لم توجه الدعوة لغيره من المرشحين؟ وهذا يعني أن فرنجية يجري التعامل معه من قبل المسؤولين الفرنسيين باعتباره مشروع حل، وينظر إليه من هذه الزاوية التي على أساسها قد تتم التسوية وليس من بوابة التنافس مع أحد”، على حد قول المصادر.

في هذا السياق أشار النائب السابق علي درويش في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أن “ملف رئاسة الجمهورية أصبح على نار حامية. ولو لم يكن ثمة جديد في الأمر لما تم استدعاء فرنجية الى فرنسا لإجراء محادثات مع مساعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل”. ومن حيث المضمون رأى درويش أن “هناك خلفيات سياسية بدأت تتكشف، خاصة وأن الأمور أخذت منحى أكثر حماوة من قبل”، معتبرا ان لبنان “أصبح في الفلك الإقليمي المباشر. فهناك اعتبارات خارجية لا تقاس الا ببوصلة دقيقة جدا”، متوقعا ان “نشهد في الايام المقبلة مشهديات تقرب الوصول لشخصية مقبولة يتم الاتفاق عليها لانتخابها رئيسا للجمهورية”، لكنه استدرك وقال إن لا شيء محسوماً بعد، وأن فرنجية من بين الشخصيات التي تحظى بالقبول، لافتاً إلى “إشكالية لدى الافرقاء الآخرين تتمحور حول إيجاد مرشح ينافس فرنجية ويحصل على اصوات من الفريقين. ولن يكون بالطبع النائب ميشال معوض لأنه لم يستطع الوصول إلى المنافسة”، بحسب رأي درويش.

وسط كل ذلك تبقى الصور القاتمة مهيمنة على كل المشهد العام في البلد، وفي طليعة من يدفع ضريبة كل ذلك الفئات المهمشة من المواطنين وأولهم موظفو القطاع العام والمؤسسات العسكرية والأمنية وكل القطاعات الرسمية، وكل تحركاتهم تعبر بصدق عن وجعهم المعيشي المدقع.

اخترنا لك