مقالة تحت الرماد… التضليل الإعلامي – لغة العصر

بقلم عمّار الحيدري

أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي
اكذب ثم كذب ثم كذب حتى يصدقك الناس

أبرز عبارت “جوزيف جوبلز” والذي كان يشغل وزير الدعاية والعقل المدبر للزعيم النازي “أدولف هتلر”، وكان يسعى حينها إلى تدمير العالم بأسره وجر ألمانيا إلى حروب لا هوادة فيها. وبالرغم من ذلك كان يحظى بشعبية واسعة برغم سياسة التضليل التي انتهجها آنذاك.

التضليل في اللغة من الفعل ضّل وهو ضد الهدى والرشاد، ويُقال أضللت فلاناً أي أحدته عن الطريق، والضلّيل كثير الضلال، لا يُعد مفهوم التضليل الإعلامي بشكل عام هو الكذب، وإن الكذب هو عكس الحقيقة، إلا أن مفهوم التضليل الإعلامي لكي يحقق مغزاه لا يجب أن يكون عكس الحقيقة، لكنه يجب أن يحتوي على جزء من الحقيقة لكي يخفي معالم التضليل ويستنكر وجوده.

فمفهوم التضليل الإعلامي (Disinformation) هو عرض جزء من الحقيقة أو البناء الخاطئ على حقائق واضحة وثابته وموثقة وذلك للوصول إلى تحقيق الهدف من وجود هذا البناء الخاطئ في المفاهيم أو الخلط بين مفهومين أو أكثر، على اعتبار أنها مترادفات لمعنى واحد، وذلك في غياب وتغييب مفهوم كل عنصر من عناصر الخليط على حدة، فإن كانت وسائل الإعلام قادرة على نشر المعرفة وتزويد الناس بالمعلومات والحقائق الكفيلة بتوسيع آفاقهم، فإنها تستطيع أيضًا تزييف الحقائق، ومن ثم تستطيع أن تفرض على الناس مفاهيم وآراء هابطة مضادة لما يتطلعون إليه من أهداف وقيم اجتماعية سامية.

من الأهداف التي يسعى إليها القائمون بعملية التضليل الإعلامي، التعتيم على الأخبار الحقيقية، لإخفاء جرائم الحروب، أو تهميش القضايا المهمة وصرف اهتمام الجماهير عنها، أو لإحداث تغييرات في سلوك الأفراد أو الجماعات.

إن المتلقي العربي أكثريته من الشباب تحت سن 25 يشكلون ما بين 35 ــ 45 بالمئة وبالتالي غالبية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من الشباب بما في ذلك حوالي 17 مليون من مستخدمي “فيسبوك” ومائتين ألف حساب” تويتر” وأربعمائة ألف مدوّن، فضلاً عن خدمات الصور التي توفرها محركات البحث وبخاصة “غوغل”.

يمر اليوم العالم بأسره بأدق مرحلة من العصر الحديث والتي تتمحور حول “فيروس كورونا”.

من أين أتى؟ وكيف انتشر بهذه السرعة؟ ما الغاية والهدف من انتشاره؟ هل فعلاً هو عقاب إلهي؟ أم خبث بشري؟ كم عدد المصابين وعدد الضحايا؟ ما هي طرق الوقاية؟ والسؤال الأهم… هل هنالك علاج أو لقاح فعلي… أم أنها مسألة وقت حتى يتم الوصول إلى هدفٍ شيطانيٍ؟ إن

الفيروس بات وباءً عالمياً يجتاح مدناً ودولاً متقدمة ومتطورة على المستوى التكنولوجي والطبي والإعلامي، لكنها تفشل حتى الآن بإيقاف هذا الوباء (التضليل الأكبر) ربما لم يحن بعد بلوغ مرحلة تحقيق الغاية من جملة الأهداف التي يخططون لها.

في كل الأحوال إن التضليل الإعلامي بات لعبة العصر (عصا موسى) فهو الحاكم الفعلي لمنظومات وحكومات العالم والذي بدوره بات مصيدة كبيرة لشعوب العالم بأسره يحركونه كما ومتى وكيفما يشاؤون؟

فاﻟﻤﻄﻠﻮﺏ هو ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻘّﻲ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﻛّﺪ ﻣﻦ ﺻﺤّﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻅﻞّ ﻓﻮﺿﻰ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﺑﺤﺠّﺔ “ﺍﻟﺴﺒﻖ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ” ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﻗﺼﺪ ﻓﻲ ﺗﺄﺟﻴﺞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴّﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﻲ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻭﺗﻀﻌﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺤﺪّﻳﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﺭﺍً ﻭﻁﻨﻴﺎً، ﻋﻤﺎﺩﻩ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ.

اخترنا لك