عودة الخلافة العثمانية إلى لبنان هل هي واقعية ؟

بقلم د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

من منا لا يذكر كيف سيطر العثمانيون، مطلع القرن السادس عشر (العام 1516)، على جميع الأراضي الواقعة ضمن الجمهورية اللبنانية اليوم، وذلك لمدة أربعمائة سنة، سنّوا خلالها الأنظمة العسكرية والأمنية والإدارية والاجتماعية لتحسين البلاد وتنظيمها كون أجدادنا كانوا يعيشون على البركة في تلك الحقبة وما زالوا ..
ومن منا لم يسمع ما ارتكبته الدولة العثمانية، جرائم يندى لها الجبين في حق لبنان، منذ سقوطه في يدهم عقب معركة مرج دابق، فمع بداية الدخول العسكري العثماني إلى بلاد الشام، استبيحت المدن، وتم تدمير بنيتها الاجتماعية من خلال عمليات الإفقار والطرد السكاني واستجلاب مواطنين جدد، إضافةً إلى عمليات الإبادة والقتل العشوائي وما ذكرته موثق وليس كلاماً فقط..
ومن منا لا يذكر عام 1938 حيث قامت فرنسا «بخطوة غير مسبوقة واستفزازية» إذ أعادت منح لواء اسكندرون حكمًا ذاتيًا مع بقائه مرتبطاً من ناحية شكلية بالجمهورية السورية، ثم أعادت إلغاء هذا الرباط الشكلي، وفي العام التالي أي 1939، انسحبت فرنسا بشكل نهائي، في حين دخلت اللواء قوات تركية، وقامت بضمه وإعلانه جزءًا من الجمهورية التركية تحت اسم “هاتاي”؛ وهو ما يعتبر مخالفة لصك الانتداب الذي يلزم الدولة المنتدبة بالحفاظ على أراضي الدولة المنتدب عليها…
والآن وجود الأتراك في سوريا وعدم عودتهم إلى منطقة الحدود الدولية دليل لا تطمئن إليه القلوب ولذلك يرفض الرئيس بشار الأسد لقاء أردوغان قبل الانسحاب من المناطق السورية.
ماذا نفهم من كل ما يحصل هل من المحتمل عودة الأتراك بجيوشهم إلى لبنان؟
أليس وجود هذا العدد الكبير من الإخوة السوريين على أرض الوطن مخطط له للتغيير الديمغرافي؟
ماذا سيحصل بباقي الطوائف؟
هل سيتم تشريدها أو تهجيرها إلى بلاد الله الواسعة؟
كيف سيكون موقف الإخوة الشيعة والمسيحيين إذا دخل الجيش التركي إلى لبنان هل سنشهد تقسيم وتوطين في المنطقة؟

اخترنا لك