الأردن يُصفّي “إسكوبار سوريا” بضربة جوّية

رسالة من عَمّان إلى دمشق : سنُواجه تهريب المخدّرات

قُتل تاجر المخدّرات مرعي الرمثان، الملقّب بـ”إسكوبار سوريا”، مع زوجته وأطفالهما الستة جرّاء غارة جوّية استهدفت منزلهم في جنوب سوريا أمس، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي أشار إلى أن الأردن نفّذ العملية، بينما لم تؤكد عَمّان أو تنفِ تنفيذ الضربة.

ونفّذ الأردن ضربتَين جويتين ضدّ موقعَين لتجارة المخدّرات، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر. وكشفت مصادر استخباراتية وديبلوماسية للوكالة أن ضربة استهدفت معملاً للكبتاغون في درعا مرتبطاً بالميليشيات المدعومة من إيران و”حزب الله”، فيما قتلت الأخرى ما تعتبره عَمّان المطلوب الأوّل لديها بتهريب المخدّرات إلى الأردن، أي الرمثان.

وذكر مسؤولان أردنيان رفضا الكشف عن اسميهما أن الخطوة الأردنية تُعدّ بمثابة “رسالة إلى دمشق” بألّا تُخطئ في تقديراتها في شأن عزم عَمّان على مواجهة قضية تهريب المخدّرات عبر حدودها، مشيرَين إلى أن الأردن عبّر للنظام السوري عن مخاوفه في شأن تهريب المخدّرات، وذلك خلال اجتماعات أمنية خلال الأشهر الماضية، لكنّه لم يجد أي محاولات حقيقية من الجانب الآخر للقضاء على تلك التجارة.

وبحسب مصادر استخباراتية أردنية وإقليمية، فإنّ الرمثان جنّد مئات من المهرّبين والتحقوا بصفوف الميليشيات الإيرانية المتمركزة في جنوب سوريا. ووفق مصادر قضائية، فإنّ القضاء الأردني حكم على الرمثان مرّات عدّة بالإعدام غيابيّاً بسبب تهريب المخدّرات.

وأكد مصدر من الاستخبارات الإقليمية ومصدر ديبلوماسي غربي، مطّلعان على الأوضاع في جنوب سوريا، أن مقاتلات أردنية قصفت الهدفَين في غارة نادرة داخل الأراضي السورية.

وفي وقت سابق، أفاد المرصد السوري عن مقتل الرمثان وعائلته المؤلّفة من زوجته وأطفاله الستة جرّاء استهداف طيران حربي أردني لمنزله في قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي عند الحدود مع الأردن. ويعدّ الرمثان، وفق المرصد، من “أبرز تجّار المخدّرات، بينها الكبتاغون، في المنطقة، والمسؤول الأوّل عن تهريبها إلى الأردن”.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كان الأردن نفّذ الغارة، أجاب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: “عندما نتّخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني أو مواجهة أي تهديد له، سنُعلنها في وقتها المناسب”، مؤكداً في الوقت ذاته أن المخدّرات “تهديد كبير للمملكة والمنطقة والعالم على ضوء تصاعد عمليات التهريب”.

ويأتي القصف الأردني على وقع انفتاح عربي متسارع نحو دمشق، وغداة إعلان جامعة الدول العربية استعادة الحكومة السورية مقعدها، بعد تجميد أنشطتها منذ 2011.

وفي هذا الإطار، انتقدت الولايات المتحدة أمس قرار جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها، معتبرةً أن سوريا “لا تستحق إعادتها إلى جامعة الدول العربية في الوقت الحاضر”، بحسب المتحدّث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتل الذي أضاف: “ما زلنا نعتقد أنّنا لن نُطبّع علاقاتنا مع نظام الأسد ولا ندعم حلفاءنا وشركاءنا في القيام بذلك”.

لكنّه أردف: “نتشارك في عدد من الأهداف مع شركائنا العرب في ما يتعلّق بسوريا، من بينها التوصّل إلى حلّ للأزمة السورية يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.

اخترنا لك