نقابة محرّري الصحافة اللبنانية تنعى صبحي غندور

اصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية البيان الآتي : “غيب الموت عضو نقابة محرري الصحافة اللبنانية الزميل صبحي غندور، وهو في الولايات المتحدة الأميركية التي قصدها في منتصف الثمانينات، واتخذها مقراً لإقامته وعمله الصحافيّ والبحثيّ. هو مناضل في سبيل القضية الفلسطينية وحامل راية القومية العربية، والنّاصري الملتزم الذي بدأ حياته السياسية في صفوف التنظيم الناصري – إتّحاد قوى الشعب العامل، فعرفته الثانويات والجامعات مناضلاً عنيداً، لا يُساوم في قناعاته ويُؤمن بالحوار المباشر مع الآخر المُختلف. أسَّس مجلة “الموقف” التابعة للتنظيم واستطاع أن يفرد لها مكانة بين نظيراتها المجلات الحزبيّة على اختلافها وتميزت بأسلوبها الرصين ولغتها العقلانية الهادئة.

ومن الولايات المتحدة الأميركية راسل غندور مجلة “الحوادث” بعدما آلت ملكيتها إلى النقيب ملحم كرم.

وكان ضيف الشاشات العربية والدولية باستمرار بوصفه خبيراً في الشؤون العربية وقضايا الشرق الأوسط. نظّم في غربته آلاف الندوات المتخصّصة حول القضيّة الفلسطينيّة وملفات تتصل بواقع العرب ومستقبلهم ضمّت عشرات الباحثين والمهتمين.

كان ” لوبيا” عربياً قائماً بذاته وبإمكاناته المتواضعة”.

وقال نقيب المحررين جوزف القصيفي في نعيه: “قامة وطنية، عربية، فكرية وإعلاميّة رحلت وهي في غربة جسديّة عن لبنان الّذي ظلّ نابضاً في وجدانها، ماثلاً في قلبها وعقلها وجعاً لا يستكين : إنه صبحي غندور، الصحافي والباحث الذي عرفته وسائل الإعلام كاتباً ملتزماً، مؤمناً بالحوار والحرية، والمعاهد الأكاديميّة في الولايات المتحدة باحثاً موثوقاً لم تغب عنه الرصانة يوماً. انتسب إلى نقابة المُحرّرين وكان صديقاً ودوداً لكلّ من عرفه، ولو خالفه الرأي.

طبيعة صبحي غندور التّصالحية، الرافضة للتعصب، الداعية باستمرار إلى ” كلمة سواء” انعكست على توجّهه العمليّ، فأشرف على مطبوعة “الاعتدال” في نيوجرسي العام 1984، ثمّ أصدر مجلة ” الحوار” قبل أن يُؤسّس مركز ” الحوار العربي”. إنّ في ذلك كلّه دلالة على شخصيّة الراحل الكبير، وانفتاحه، واحترامه للاختلاف، وايمانه بأنَّ عصف الافكار، والنقاش العلميّ، يُولّدان الحلول لكلّ المشكلات. وكان التشرذم العربي هو ما يُؤلمه وجعاً دائماً أينما حل.

تفتقد الصحافة اللبنانية والعربية برحيل غندور وجهاً من وجوه الزمن الاجمل، زمن النقاء النضالي، والأحلام الكبيرة التي اجهضتها المصالح الدولية والاقليمية المتعارضة والمناضلة. لقد كان على خلقٍ رفيع، وعلى قدرٍ عالٍ من التواضع والأدب والتعاطي الودود مع جميع الّذين عرفوه. وقد افتقدته شخصيا وقد ربطتني به علاقة زمالة واخوة مذ كنا معا في معترك النضال الطالبي نهتف في ساحات بيروت وشوارعها للوحدة الوطنية الشعبية، وللجامعة الوطنية وديموقراطية التعليم، قبل أن ننغمس في هموم المهنة وشجونها، كل على طريقته. رحم الله صبحي غندور وعوّضنا بأمثاله من الوجوه التي يركنُ إليها ساعة بناء الأوطان تزف”.

اخترنا لك