هلا كيلاني تحذر من التلوّث البلاستيكي وتعدّد أخطاره على البيئة

رصد بوابة بيروت

عقدت الخبيرة البيئية رئيسة منظمة indyACT البيئية هلا كيلاني مؤتمراً صحافياً في مقر المنظمة في خلدة، تحدّثت فيه عن التلوّث البلاستيكي وخطورته على البيئة وقالت: “تدخل في صناعة البلاستيك مواد كيميائية لها اثر كبير على صحة الانسان حيث من الممكن أن تسبّب امراضاً سرطانية”.

اضافت: “لقد تبيّن وجود مايكرو بلاستيك في اوعيتنا الدموية نتيجة استهلاكنا اليومي للمنتجات البلاستيكية. واثبتت الدراسات ان مياه الاستخدام في لبنان تحتوي على نسبة عالية من البلاستيك بحيث صنّفت في المرتبة الثانية عالمياً. البلاستيك يؤثر على كل من:

• الحياة البرية: حيث يمكن أن يتسبّب التلوّث بالبلاستيك في موت الحيوانات البحرية والطيور نتيجة لابتلاعها أو التشابك بها.

• الأنظمة البيئية: قد يتسبّب تحلّل البلاستيك في تلوث المياه والتربة على النظام البيئي المائي والبري

• استنزاف الموارد الطبيعية: يتطلب إنتاج البلاستيك استخدام كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، ما يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية غير المتجددة

• الانبعاثات الكربونية : يساهم إنتاج وتصنيع البلاستيك في إطلاق الانبعاثات الكربونية في الجو، ما يؤدي الى زيادة احترار الأرض وتغير المناخ”.

كيلاني شدّدت على ان المطلوب اليوم تقليل استخدام البلاستيك والبحث عن بدائل صديقة للبيئة: “منها الورق المعاد تدويره الذي يمكن استخدامه في صناعة الأكياس والحاويات بدلاً من البلاستيك.

والزجاج والمعادن في تصنيع الحاويات والعبوات بدلاً من البلاستيك.

والألياف الطبيعية: مثل القطن والقنب والخيزران الذي تستخدم في صناعة الملابس والأكياس والمواد البناء بدلاً من البلاستيك، اما البلاستيك الحيوي: الذي يعتبر بديل للبلاستيك التقليدي.

اضافة الى التشجيع على إعادة التدويرالذي هو جزء أساسي من الجهود للحد من تأثير النفايات على البيئة، ولكن اعادة تدوير بعض المواد ومنها البلاستيك يحتوي على خليط من المواد الكيميائية اذا ما اعدنا تدويرها يسبب في انتشارها وفي الاصابة بالامراض الخطيرة ومنها السرطان”.

لذلك اضافت كيلاني ان “الأولوية اليوم هي للتخفيف من انتاج واستخدام المنتوجات البلاستيكية، والاستغناء عن المنتوجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة”.

اما بالنسبة للمنتوجات البلاستيكية التي لا يمكن الاستغناء عنها بشكل كامل فقالت كيلاني انه “علينا ان نعمل على تغير التركيب الكيميائي لها لتكون اقل خطورة وضرراً على صحة الانسان وبالتالي الا تحتوي مواد كيميائية خطرة لكي نستطيع إعادة تدويرها بسهولة”.

تابعت: “العالم يجتمع في اطار الدورة الرابعة للجنة التفاوض الحكومية الدولية لوضع صك دولي ملزم قانونا بشأن التلوث البلاستيكي بما في ذلك البيئة البحرية في الفترة من 23 الى 29 نيسان في مركز شو في اوتاوا كندا خاصة ان بعد تقدير رقعة النفايات الضخمة التي تمتد مئات الكيلومترات عبر شمال المحيط الهادئ و التي اكتشفت عام 1988، وهي بمثابة ساحة خردة غامضة عائمة في أعالي البحار.

وبالتالي انها النموذج لمشكلة عالمية: بلاستيك يبدأ في أيد بشرية وينتهي في المحيط”.

واشارت كيلاني الى ان خبراء البيئة حذروا في هذا الاطار “من ان مشكلة البلاستيك اصبحت خارجة عن السيطرة وباتت جزئيات البلاستيك موجودة في تربتنا ومائنا وهوائنا”.

اما عن الدور اللبناني في المفاوضات فقالت كيلاني: “لبنان هو جزء من المجتمع الدولي، و دوره في المفاوضات للحد من استخدام البلاستيك يعتبر أمراً ضرورياً للمساهمة في حماية البيئة والصحة العامة على المستوى العالمي. واكدت ان المشاركة في هذه المفاواضات يمكنه التعبير عن مواقفه والمساهمة في وضع السياسات الدولية للتخفيف من استخدام البلاستيك”.

ولفتت الى انه “يمكن للبنان التعاون مع الدول الأخرى في المنطقة وعبر الحدود لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في مجال مكافحة تلوث البلاستيك”.

وختمت كيلاني قائلة انه “للجمعيات البيئية اليوم دور اساسي بالضغط السياسي على الحكومات والمؤسسات لاتخاذ تدابير تشريعية وسياسية للحد من استخدام البلاستيك، مثل فرض الضرائب على البلاستيك أو تطبيق قوانين للتخلص الآمن من النفايات البلاستيكية. مشيرة الى انهحاليا، تتعاون الجمعيات البيئية حول العالم التي تعمل على هذا الموضوع مع بعضها البعض ضمن تحالف عالمي يتابع المفاوضات الدولية وتضغط على الدول المشاركة للوصول الى اتفاقية عالمية حول البلاستيك تكون فعالة وقوية.

وبحسب الامم المتحدة فقد ازداد الانتاج البلاستيكي خلال 20 عاماً اكثر من الضعق ليتخطى 430 مليون طن سنوياً ويمكن لهذا الرقم ان يرتفع 3 اضعاف بحلول العام 2060 ان لم يتم تدارك الوضع و الامال معقودة على مفاوضات كندا”.

وسألت “هل يحدّد موعد للوصول الى صفر تلوث او يبقى امراً بعيد التحقق نظراً لاحتدام الصراعات والمصالح الاقتصادية؟”.

اخترنا لك