الحوثيون يسفكون الدماء في خليج عدن

واشنطن تتوعّد بالمحاسبة وتفرض عقوبات

رصد بوابة بيروت

في تطوّر خطِر من شأنه إعادة خلط أوراق المجتمع الدولي في مقاربته لكيفية التعامل مع هجمات المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران على السفن التي تعبر البحر الأحمر، سُجّل بالأمس أوّل هجوم حوثي دموي قاتل راح ضحيّته مدنيّان من أفراد طاقم ناقلة البضائع «ترو كونفيدانس» المملوكة من ليبيريا والتي ترفع علم باربادوس، فضلاً عن إصابة 6 آخرين بجروح فيما هجر الطاقم السفينة على متن قوارب نجاة، بعدما ألحق صاروخ باليستي مضاد للسفن تبنّى الحوثيون إطلاقه، أضراراً كبيرة فيها أثناء عبورها خليج عدن، بينما توعّدت واشنطن بـ «محاسبة» الحوثيين على فِعلتهم.

وفي التفاصيل، أكد المشغّل اليوناني للشركة الأميركية التي تُدير السفينة، أنها تعرّضت للقصف على بُعد حوالى 50 ميلاً بحرياً جنوب غرب ميناء عدن وكانت تنجرف وتشتعل فيها النيران، فيما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن الطاقم المؤلّف من 20 فرداً و3 حرّاس مسلّحين، من بينهم 15 فليبينياً و4 فيتناميين وسريلانكيّان وهندي ونيبالي، «هجر السفينة ولم تعد تحت القيادة». وكانت سفينة حربية أميركية وأخرى من البحرية الهندية في مكان الحادث وحاولتا المساعدة في جهود الإنقاذ.

وتعقيباً على تصعيد الحوثيين الذي تسبّب بسفك الدماء، حذّر الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر من أنه «سنواصل محاسبتهم»، داعياً «الحكومات حول العالم إلى القيام بالأمر ذاته». واعتبر أن هجمات الحوثيين على السفن «لم تُعطّل التجارة الدولية فحسب، ولم تؤدِ إلى اضطراب حرّية الملاحة في مياه دولية فحسب، ولم تُعرّض البحارة إلى الخطر فحسب، بل قتلت الآن عدداً منهم». ولدى سؤاله عمّا إذا كان الهجوم يكشف فشل الضربات الأميركية والبريطانية ضدّ الحوثيين، أجاب ميلر: «لطالما أوضحنا أن هذه ستكون عملية طويلة الأمد لردع هجمات الحوثيين وإضعاف قدرتهم على تنفيذها».

توازياً، أصدرت واشنطن بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، عقوبات تستهدف شركتين مالكتين لسفن ومقراهما في هونغ كونغ وفي جزر مارشال وناقلتَي نفط خام، لدورها جميعاً في شحن سلع أولية بالنيابة عن مموّل يعمل انطلاقاً من إيران ويُدعى سعيد الجمال، بحيث أن الإيرادات من بيع السلع الأولية تدعم الحوثيين وهجماتهم على حركة الشحن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، بحسب وزارة الخزانة.

وأكد وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون أن «فيلق القدس» التابع لـ»الحرس الثوري» الإيراني والحوثيين «يواصلون الاعتماد على البيع غير المشروع للسلع لتمويل هجماتهم على الشحن التجاري في البحر الأحمر وخليج عدن»، مشدّداً على أن واشنطن «لا تزال عازمة على محاسبة أولئك الذين يقومون بهذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار».

اخترنا لك