إيران والأمل الايجابي، باب الجهاد الأبدي “الخفيف الدسم”

بقلم بلال مهدي

بدأ التحرك العسكري الإيراني وكأنه غير متوقع، ليظهر أن الجمهورية الإسلامية قررت اتخاذ موقف هادئ في وجه التصعيد العسكري الصهيوني وتنفيذ هجوم مسير “خالي الدسم”.

يثير هذا “الأستعراض العسكري” العديد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذا القرار. يبدو أن الهدف من هذا التحرك الهادئ هو الاحتفاظ بالخيارات المفتوحة “للجهاد والشهادة” لمجموعات المحور المسلحة دون التعرض لمواجهات مفاجئة ومبارة مع الصهاينة مما قد ينتج خسائر كبيرة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو… هل هذا الرد الهادئ يعكس فعلاً القوة والثبات، أم هو مجرد خطوة استراتيجية محسوبة؟

يثير هذا السؤال شكوكًا حول نوايا إيران الحقيقية، خاصةً مع تصاعد وتيرة الهجمات الصهيونية على الساحة السورية المستباحة.

ومن المؤكد أن إيران تعتمد التنسيق الخفي مع القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، كما يُشكك البعض في صدقيتها وتصديقها لأفعالها العلنية، ويعتبر أن ما تقوم به إيران في العلن هو مجرد تباه وهمي، وأن الأمور الحقيقية تحدث خلف الكواليس، حيث تُدار الصفقات والتحالفات السياسية والاقتصادية بشكلٍ مخفي.

إعادة تموضع

بعد الاستهداف الدموي للقنصلية الإيرانية في سوريا، بدأت إيران عملية سحب مستشاريها من سوريا بزعم أن البلاد لم تعد قادرة على حمايتهم، مما يعني أن حزب الله سيتبع قريباً بالانسحاب من سوريا أيضاً.

في الوقت نفسه، تم توقيع اتفاقية أمنية بين العراق والولايات المتحدة، مما يعني أنه بموافقة إيران، ستتم عملية إزالة ميليشيات الحشد الشعبي ودمج أعضائها في الحياة المدنية أو في القوات المسلحة الرسمية. أما فيما يتعلق بالحوثيين، سيستمر دعم التزامهم بعملية السلام بين المتقاتلين في اليمن.

بالتالي، تبقى لإيران خيارين صعبين : إما الالتزام بالنظام الحالي والمضي قدمًا في عملية سلمية في المنطقة واستخدام الموارد التي تُنفق على الميليشيات في النهوض بالشعب، أو فتح باب الجحيم لتدخل الناتو والامريكان وجنود الجن والإنس والتصعيد العسكري الذي قد يحرق كل شيء في المنطقة.

بالنهاية…

كل ما تخطط له إيران يصب في مصلحتها السياسية والاقتصادية، ولا يمكن تجاهل التأثير التخريبي الإقليمي الكبير الذي تمتلكه في المنطقة.

لذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يكون أكثر حذرًا، ويتابع من كثب أي تحركات سرية جديدة تقوم بها إيران على مستوى الجماعات المسلحة والتخريبية. والعمل على التصدي لأي تدخلات سلبية قد تؤدي إلى زيادة التوترات وجر المنطقة إلى انفجار لن تحمد عقباه.

اخترنا لك