كيف تصنع وحشا : إسرائيل نموذجا

نص من كتابي "ممرات انسانية الى غزة"، مع استمرار الوحش الاسرائيلي في عملية ابادة الشعب الفلسطيني

بقلم غسان صليبي

اذا اردت
ان تصنع وحشا
يشبه إسرائيل،
اليك الوصفة.

اَحضِر مجموعة من الناس
تربطهم علاقات عائلية وعشائرية،
وضع على رأسهم رجلا
في نظام ابوي ذكوري،
وسمّه نبياً.

اخترع لهم دينا وإلها
ينظر بتعالٍ الى البشر،
ويطالبهم أن يمجّدوه على الدوام،
بالصلاة
وتقديم الأضاحي
والتضحيات
والحروب
والشهداء.

إله
يعتبرهم
شعبه المختار،
لكن من حقه المطلق
ان يجرّبهم،
فيعاقبهم
او يكافئهم،
فهم وُلدوا بالخطيئة
ولا ثقة له بهم،
ويستحقون المراقبة
أينما ذهبوا،
“والله يرى كل شيء”.

انه إله
“من ضربك حبك”،
ولا تناقض،
لا في الفكر
ولا في المشاعر،
وإذا ادركوا التناقض
لا سمح الله،
فالاحساس بالذنب
كفيل بمعالجته.

إضطَهِدهم
وأعلن عليهم حرب ابادة
بإسم ما شئت
من حجج عنصرية،
واحفر في عظامهم
الاحساس بالمظلومية التاريخية
وعقدة الاضطهاد.

ساعدهم على بناء
حركة قومية
بأزرع ميليشياوية،
واجعلهم منخرطين
في مصالح
نظام استعماري- رأسمالي
قائم على قيم المال والعنف،
وافتح لهم الطريق بالقوة
لإحتلال أرض شعب آخر،
مُصنّف اقل مرتبة حضارية
من قبل الرأسمالية- الاستعمارية.

وفّر لهم غطاء دوليا
لإحتلالهم وتبعاته،
من قهر وقتل وتعذيب وتدمير،
بواسطة مؤسسات اممية
تنادي بالسلام وحقوق الإنسان والديمقراطية،
في حين يسيطر عليها الرأسمال وقيمه
المعادية للانسانية.

مدهم بالمال والسلاح
واتركهم يمارسون احتلالهم
لسنوات طويلة،
بحجة الدفاع عن أنفسهم القلقة
التي تبحث عن الأمان،
بعد الاضهاد التاريخي الذي لحق بهم،
وكرر على مسمعهم
انهم نموذج يُحتذى
في المنطقة المعادية لهم
بفعل احتلالهم.

افعل كل ذلك،
وخذ وحشا جماعيا
يقتل ويدمر
بكل فخر.

اخترنا لك