المخابرات الألمانية تبلّغ نعيم قاسم بالحرب، وحزب الله غير مبالي

بقلم د. أحمد ياسين

نقلت مصادر صحفية بأن نائب مدير الاستخبارات الخارجية الألمانية “أولي ديالي” قام بزيارة سرية إلى بيروت استمرت ليلة واحدة فقط، اجتمع خلالها مع نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، دون لقاء أي من المسؤولين اللبنانيين.

خلال الاجتماع، نقل ديالي تحذيرًا مباشرًا بأن الحرب الإسرائيلية وشيكة، وأن الحل الوحيد لتجنبها هو انسحاب منظمة “حزب الله” من جنوب الليطاني. ومع ذلك، رفض قاسم هذا الطلب وأكد أن الموضوع غير قابل للنقاش.

في أعقاب هذا اللقاء، نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية تقريرًا يفيد بأن إسرائيل قد تشن عملية عسكرية ضد منظمة “حزب الله” في الجنوب خلال النصف الثاني من هذا الشهر. تزامن ذلك مع إعلان شركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” تعليق رحلاتها من وإلى بيروت خلال شهر تموز، مشيرة إلى الأوضاع الخطيرة في الشرق الأوسط كسبب لذلك.

ترافقت هذه التطورات مع تصريحات إيرانية توحي بأن إيران لن تتدخل مباشرة في الحرب، مما يترك منظمة “حزب الله” وحيدة في مواجهة التحديات. هذا السيناريو ينذر بنموذج مشابه لنموذج غزة، حيث يعاني السكان المدنيون من النزاع المسلح والتبعات الإنسانية الكارثية.

الزيادة المحتملة في العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان تهدد باندلاع نزاع مسلح واسع النطاق، مما يزيد من خطر التهجير، والقتل، والدمار الواسع للبنية التحتية. هذا النزاع يمكن أن يمتد ليشمل مناطق أخرى في لبنان وربما يجر الدول المجاورة إلى صراع أوسع.

لذلك، يجب على السلطة اللبنانية التواصل فورًا مع الأطراف الدولية والإقليمية للضغط من أجل التهدئة، وتفعيل القنوات الدبلوماسية مع الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، والدول العربية. يجب أيضًا تعزيز التنسيق مع قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” لضمان مراقبة أي تحركات عسكرية والتخفيف من التصعيد.

يتعين على السلطة اللبنانية الدخول في حوار جدي مع منظمة “حزب الله” لتقييم الموقف بشكل متكامل وتجنب الخطوات التي قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب. بالإضافة إلى ذلك، يجب طلب مساعدة دولية لمواجهة الأزمات الإنسانية المحتملة، سواء من خلال الدعم المالي أو اللوجستي.

الوضع الحالي يتطلب استجابة سريعة وفعالة من السلطة اللبنانية وأطراف المجتمع الدولي لمنع اندلاع حرب جديدة قد تكون كارثية على لبنان. تجنب الحرب والحد من الخسائر اليومية يجب أن يكون أولوية قصوى من خلال التحركات الدبلوماسية والتدابير الوقائية لحماية المدنيين وتعزيز الاستقرار في المنطقة ومنع أي تهور من منظمات المحور.

اخترنا لك