د. علي خليفة : الثنائي الشيعي يتعمد إظهار بطشه وجبروته كمحاولة استباقية لإخضاع المجتمع

خاص بوابة بيروت
@AliKhalife5

“التحديات أمام الحركة الاعتراضية في جنوب لبنان في ظل هيمنة الثنائي الشيعي”

تواجه الحركة الاعتراضية في جنوب لبنان العديد من العقبات في ظل هيمنة الثنائي الشيعي، حيث لا تزال الأذهان تستحضر الاعتداء العنيف الذي وقع في 17 تشرين الأول، والذي استهدف خيم المعتصمين بإشعال النار فيها في محاولة لقمع الظاهرة الاحتجاجية المطالبة بالتغيير.

وفي مدينة صور، تجددت مظاهر الأعمال الميليشيوية بالاعتداء على الشاب عامر حلاوي، المرشح السابق لعضوية المجلس البلدي، والمعروف بمعارضته للمنظومة الحاكمة.

وفي سياق متصل، كشف المعارض السياسي والمرشح السابق عن المقعد الشيعي في دائرة الجنوب الأولى، الدكتور علي خليفة، أن “من يقف وراء هذا الاعتداء هم أولئك الذين لا يستطيعون أن يكونوا أحراراً في حياتهم، فيستاؤون من الذين تحرروا من قيودهم. وتتنوع الأسباب بين من يراعي مصالحه الشخصية على حساب حريته، ومن يخشى البطش. ومن المعروف أن إقناع العبيد بحقهم في الحرية من أصعب الأمور”.

كلام خليفة جاء في حديث خاص لموقع “بوابة بيروت”، وأضاف الدكتور خليفة، “الثنائي الشيعي يتعمد إظهار بطشه وجبروته كمحاولة استباقية لإخضاع المجتمع، ولكن لا يمكن ضبط كل الناس كل الوقت. واللجوء إلى العنف والقمع هو أسلوب المفلسين في السياسة والمجتمع، ولا بد أن ينكسر القيد ويتحرر المجتمع في نهاية المطاف”.

وأشار إلى أن الحركة الاعتراضية تتصدى لهذه الأعمال الميليشيوية بالاستمرار في النضال وبما يتوافر من وسائل وموارد. “عدم التراجع هو المطلوب لكسر سطوة الاستبداد. أتذكر في انتخابات 2022، قامت عناصر مسلحة من حركة أمل بمنعنا من إطلاق لائحة التغيير من الصرفند، وشن الأمين العام لحزب الله وجهازه الإعلامي أقذع الحملات ضد المعارضين وضدي شخصياً. استمررنا حتى النهاية ولم نتراجع. تقدمنا بشكوى أمام القضاء لكنها لم تزل مبيتة ولم تسفر عن شيء يذكر. أمّنت مخابرات الجيش مخرجاً آمناً بعد مفاوضاتها مع المسلحين، ولكنها لم تفرض عليهم سلطة القانون ولم تمنعهم من التعرض لنا لأن هؤلاء المسلحين يمسكون الأمن بحكم الأمر الواقع في الجنوب، وسلطة الجيش والقوى الأمنية الشرعية هي سلطة رمزية فقط. وعلى الرغم من كل ذلك، استمررنا بنضالنا حتى نهاية الحملة الانتخابية، وبعدها أسسنا حركة سياسية معارضة، وهذا التراكم ضروري لتحقيق التغيير المنشود”.

وأكد الدكتور خليفة أن المعارضين للثنائي الشيعي في الجنوب يدركون مسبقاً أن مشوارهم النضالي محفوف بالمخاطر، “فالثنائي لا يؤمن بالديمقراطية والحوار ولا بأدنى متطلبات التنوع، بل يخشاه لأن التنوع يسمح للناس بالمقارنة وإظهار الحق، فيلجأ إلى البطش والترهيب”.

وأضاف أن المعارضين يتلقون بشكل مستمر تهديدات مباشرة وغير مباشرة من مسؤولين ومؤثرين اجتماعيين تابعين للثنائي، “بعضهم يدعو صراحة إلى التعرض لنا على قاعدة أننا نأمن العقاب، ويتداعون لشتى أنواع العنف والتحريض والتهديد بحقنا”.

في ظل هذه التحديات، تستمر الحركة الاعتراضية في جنوب لبنان بمواجهة العقبات والتحديات الكبيرة التي يفرضها الثنائي الشيعي. ورغم محاولات القمع والعنف، فإن إصرار المعارضين على النضال والمثابرة يعكس أملاً في تحقيق تغيير حقيقي في المستقبل. يبقى السؤال حول قدرة هذه الحركة على الصمود واستمرارها في مواجهة القوة المتسلطة، ولكن الواضح هو أن النضال من أجل الحرية والعدالة في جنوب لبنان لن يتوقف.

اخترنا لك