
كاتب
في العادة
يجري وضع الخبز في مواجهة الحرية،
فبعض الأنظمة يبدّي الخبز
وبعضها الآخر يبدّي الحرية،
فيما قليل من بينها يؤمن الإثنين.
نادراً
ما يواجه السلاح الخبز علناً،
فالسلاح يبرر قمعه للحرية
بالدفاع عن الخبز.
الجديد عند السيد ولايتي
مستشار السيد خامنئي،
انه وضع السلاح في مواجهة الخبز
عندما صرّح
ان “شراسة هذا الكيان في القتل ونهب أراضي الآخرين
تجعل وجود حزب الله اليوم في لبنان
أكثر ضرورة من الماء والخبز”.
النظام الايراني
ينفق على السلاح أكثر مما ينفق على الخبز
دفاعاً عن نفسه وتصديراً للثورة،
وهو بات من الأنظمة
التي تتساوى فيها الحرية مع الخبز
في ندرتهما.
يبدو ولايتي وكأنه يبرر
أولوية السلاح على الخبز في لبنان
بشراسة الكيان الإسرائيلي اليوم،
مع ان هذه الاولوية
كانت في صلب سياسة حزب الله
منذ نشأته،
فلطالما استسهل التضحية بالاقتصاد وبالخبز
فداءً لمتطلبات حروبه
في الداخل ومع الخارج.
معروف قول يسوع
“ليس بالخبز وحده يحيا الانسان
بل بكل كلمة تخرج من فم الله”،
وهذا يعني إعطاء اهمية للخبز
لكن للروحانيات أيضا،
والروحانيات لا تشمل فقط الصلوات
بل كل ما يتجاوز الحاجات المادية
من مثل الراحة النفسية،
والاحساس بالحرية
هو جزء أساسي منها.
لا شك ان البابا لاوون الرابع عشر
الذي يزورنا اليوم
يتبنى مقولة معلّمه،
لكنه يحاول عبر رسالته “في محبة الفقراء”
ان يعطي اهمية أكبر للخبز،
من خلال مطالبته بالوقوف الى جانب الفقراء
كموقف تأسيسي في المسيحية،
وهو بذلك يعاكس سياسات كنسية عندنا
تعالت على الخبز ومن يحتاج اليه
بحجة الاهتمام بالروحانيات.