ماذا يريد جنبلاط ؟

بقلم جو لحود

يدرك رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مختلف زواريب الحياة السياسية اللبنانية ويمسك بأدواتها بشكل إحترافي بشهادة حلفائه كما أخصامه.

فعلى الرغم من الانتقادات الدائمة التي توجه إليه بسبب تغييره الدائم والمستمر لبعض سلوكياته في ما يتعلق بالسياسة الداخلية، يدرك الجميع أن تحركاته المتبدله تختزن شيئا من حسن القراءة لكل مرحلة من المراحل المتداخلة التي يمر فيها لبنان.

منذ فترة ليست ببعيدة، شغل جنبلاط الرأي العام اللبناني بعد اللقاء الذي جمعه بوفد من “حزب الله” والذي تلاه حديث صحافي له أفاد من خلاله أن توجهاته في ما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية لم تنضج بعد، مشيرا إلى معرفته الشخضية بالرئيس الراحل سليمان فرنجيه تاركا الإحتمالات مفتوحة حول إمكان إنتخاب رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية اللبنانية. وذلك عبر رميه الكرة في ملعب أعضاء “كتلة اللقاء الديمقراطي”.

وبعد هذا الحراك والتأويلات الكثيرة التي رافقته، أتت الجلسة الانتخابية الرئاسية الأولى التي عقدت في ساحة النجمة بدعوة من الرئيس بري، لتظهر ان “الاشتراكي” دخل في مسار جديد ومختلف عن الذي أوحى به لقاء جنبلاط مع “حزب الله”.

وفي هذا الإطار أكد مصدر مطلع لـ ” لبنان 24″ أن ” كل ما يشاع عن إختلاف في الرأي داخل ( الحزب التقدمي الاشتراكي ) أو عن تفاوت بالنظرة تجاه الملف الرئاسي بين جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط هو من نسج الخيال ولا علاقة له بالواقع وبالمسار السياسي الذي تنتهجه المختارة.

كما ان اقدام نواب “اللقاء الديمقراطي”على التصويت لرئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، لا يمكن اعتباره خيارا نهائيا او مبدئيا و غير قابل للرجوع عنه، بل يمكن وضعه في خانة التحرّك الأول للاعلان عن الدخول في حقبة الانتخابات الرئاسية، مع العلم ان بعض الظروف والتوجهات قد تدفع جنبلاط للتمسك بهذا الخيار أوالذهاب الى خيار آخر شبيه به.

وفي سياق متصل، لا بد من الإشارة إلى أن من نادى بالحوار والتلاقي لضرورة حلّ المشاكل الأساسية والملحة التي يعاني منها المواطن في لبنان، لا يمكن له أن يتوجه إلى خيار رئاسي يمثل المواجهة ويبرز الانقسام العمودي في أوضح حلله”.

ويضيف المرجع ” يدرك الجميع أن جنبلاط متمسك بالعناوين السيادية وبضرورة تحييد لبنان عن مختلف الصراعات الإقليمية والدولية، لكن الأفرقاء كافة يدركون أيضا أن رئيس (التقدمي الاشتراكي) يجيد اللعب في عالم الواقعية السياسية ومتطلبات كل مرحلة من المراحل السياسية والاقتصادية.

كما أن جنبلاط، الذي سعى لتثبيت(مصالحة الجبل) كواحدة من قواعد العيش السليم في لبنان، يعلم أن وصول أي رئيس للجمهورية لا يتمتع بصفات الحوار والانفتاح والتلاقي والتواصل مع مختلف اللبنانيين بعض النظر عن تموضعاتهم الداخلية والاقليمية، فهو سيتحول إلى سبب اضافي للمناكفات والأزمات داخل البلاد”.

ويرى المرجع عينه أنه ” خلال الفترة المقبلة ستتضح مجموعة من العناوين الإقليمية والدولية التي ما زالت ضبابية حتى الساعة، كما ستصل بعض الملفات اللبنانية الى خواتيمها، التي يعتبر ملف تسيم الحدود اهمها وأبرزها.
ولحين بلوغ هذه العناوين مراحل متقدمة من النقاش، ستشهد البلاد مجموعة من الجلسات الانتخابية التي ستحرق رئيسا محتملا تلو الآخر”.

اخترنا لك