السنونو الإيراني… نساء ايرانيات عاريات لإغواء خصوم السياسة

بقلم بلال مهدي

في عالم المخابرات والجاسوسية، تتجسد الحروب بأبعاد متعددة، تشمل الاستخبارات والتجسس على نطاق واسع. ومنذ الأزل، عرفت الجاسوسية بأنها سلاح فعّال يُستخدم لاختراق الأعداء والحصول على المعلومات الحساسة التي قد تكون حاسمة في مسار النزاعات والصراعات.

تعود جذور التجسس والجاسوسية بين العرب والعدو الصهيوني إلى فترة طويلة من التوترات والصراعات في المنطقة. منذ إعلان قيام الكيان الصهيوني في عام 1948، شهدت المنطقة نشاطًا مستمرًا في مجال التجسس والاستخبارات بين الطرفين.

على مدار العقود، تطورت تكتيكات التجسس والاستخبارات لتتناسب مع التطورات الفنية والتكنولوجية، إلا أن العنصر البشري، وخاصة دور المرأة، لا يزال له وزنه الكبير في هذا المجال. حيث استخدمت العديد من الجهات، بما في ذلك إيران، النساء كوسيلة لجذب الانتباه واستخراج المعلومات.

وقد أثارت بعض الحوادث والتقارير الإعلامية تساؤلات حول إمكانية استخدام النساء كوسيلة للتجسس والاستخبارات. وتظهر تقارير عبرية مثلما ذكرت هيئة البث العبرية حول قيام جندي صهيوني بتسريب معلومات حساسة لشابة إيرانية عبر منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”. وبالرغم من أن الجانب الإيراني نفى ذلك، فإن وقوع مثل هذه الحوادث يؤكد على أهمية دور المرأة في التجسس والاستخبارات.

على الرغم من أن استخدام النساء في عمليات التجسس قد يبدو فعّالًا في بعض الأحيان، إلا أنه يُعَرِّضهن لمخاطر عديدة.

فالنساء المشاركات في عمليات التجسس قد يتعرضن للخطر الشخصي والاعتقال، بالإضافة إلى التأثير النفسي الذي قد يترتب عن مشاركتهن في أنشطة قد تكون غير أخلاقية.

في ظل التطورات السريعة في عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، يبقى دور المرأة في عمليات التجسس والاستخبارات ذا أهمية بالغة.

وعلى الرغم من المخاطر التي قد تتعرض لها، إلا أن النساء يظلن لعبة أساسية في هذا المجال، مما يستدعي الحذر والتنبه لهذه الظاهرة وضرورة وضع آليات لحمايتهن ومنع انتهاك حقوقهن.

التجسس الخارجي

تتعرض النساء السجينات في إيران للاستغلال في أنشطة التجسس، حيث يتم تجنيدهن واستخدامهن لغايات التجسس على المعارضين السياسيين أو المعلومات الحساسة. يتعرضن للابتزاز والتهديد بالسجن أو التعذيب إذا رفضن التعاون. هذا الاستغلال السافر يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ويكشف عن النهج القمعي للنظام الإيراني.

وأفادت معلومات صحافية، بأنه في الوقت الذي يعدمون الشابات بتهمة عدم الاحتشام، فإنهم يستغلون في الوقت نفسه النساء الإيرانيات لإغراء الرجال على الشبكات الاجتماعية، وهو ما انتقدته عدد من وسائل الإعلام الإيرانية المعارضة، ومقرها لندن، والتي لطالما انتقدت النظام الإيراني والأنشطة التي تتم تحت جناحه بزعامة اللواء حسين سلامي.

فقد كتشفت معلومات استخباراتية مؤخرًا أن السجينات في إيران تم استخدامهن في أنشطة التجسس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تم تجنيدهن للتجسس على الجنود الصهاينة. تم وضعهن في خدمة جهاز الاستخبارات الإيراني لإنشاء علاقات مزيفة مع الجنود الصهاينة لاستدراجهم والحصول على معلومات منهم. يعتمد ذلك على ثقة الجنود الصهاينة في النساء الإيرانيات المتحررات العاملات من خارج البلاد، مما يجعلهن أكثر قبولًا في الدوائر الأمنية والسياسية المستهدفة.

كما تم كشف العديد من عمليات التجسس الأخرى، حيث تم استخدام السجينات لاستغلال نافذين سعوديين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. تم إجبار السجينات على الظهور بشكل جاذب عبر هذه الشبكات لاستدراج الأهداف المستهدفة بعناية من قبل الجهاز الاستخباراتي الإيراني.

يظهر هذا السلوك الاستخباراتي العدائي للنظام الإيراني استغلال النساء السجينات واستغلالهن لأغراضهم السياسية، مما يؤكد على سقوط الأخلاق والقيم الإنسانية لهذا النظام. إن استغلال السجينات النساء الذين لديهن سجل مدني نظيف يعكس انحدار النظام الإيراني إلى أدنى مستويات الأخلاق والمبادئ.

وتعليقًا على التقارير المثبتة، أدان مصدر في الحرس الثوري تحدث مع إيران إنترناشيونال العمليات الاستخباراتية الجنسية بشدة، واتهم القيادة بتحويل النساء الإيرانيات إلى “عاهرات لحماس”.

التجسس الداخلي

منذ أعوام مضت، كشفت جريمة مقتل زوجة عمدة طهران والوزير السابق محمد علي نجفي عن تورط جهاز الاستخبارات الإيراني في تجنيد النساء لأغراض التجسس على الشخصيات السياسية المعارضة داخل إيران وخارجها.

أدلى نجفي بإفادته للشرطة بعد تسليم نفسه، مشيرًا إلى شكوكه بأن زوجته كانت تنتمي لمجموعات استخباراتية وتقوم بتجسس عليه لصالح الأجهزة الإيرانية.

نفت أجهزة الاستخبارات الإيرانية بسرعة التهم التي وجهها نجفي إليها، بينما كتب محمد سرافراز، السابق رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، تغريدات على تويتر تلمح إلى تورط الزوجة في أنشطة تجسسية، لكنه أعاد لاحقًا التأكيد على عدم قصده ذلك.

أكد نواب بارزون على أن الزوجة المقتولة كانت تنتمي لمجموعة السنونو، مشيرين إلى أنهن تم استخدامهن لتنفيذ مهام استخباراتية لصالح النظام.

اتهم نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني الأجهزة الأمنية بإرسال السنونو لتحقيق أهداف سياسية وتهديد المعارضين.

في حين نفى شقيق الضحية أي صلة لها بأجهزة الأمن الإيرانية.

هذه الحادثة تضاف إلى قائمة من الساسة الذين تم تهميشهم بعد تورطهم في علاقات مع نساء يشتبه بأنهن جزء من مجموعة السنونو.

نساء “السنونو”

“پرستو” أو السنونو، تعبير يستخدمه الإيرانيون لوصف نساء يتم تجنيدهن لصالح أجهزة الأمن الإيرانية لأغراض التجسس والتأثير على الشخصيات السياسية المعروفة والمعارضين للحكومة، بما في ذلك الدبلوماسيين خارج إيران، عن طريق إقامة علاقات معهم.

يعود أصل مصطلح “نساء السنونو” إلى العهد القديم حيث كان يعتمد عليه من قبل جهاز السافاك “الشرطة السرية” في عهد الشاه السابق. كتب الباحث الإيراني عرفان قانعيفرد في كتابه “در دامگه حادثه” عن استخدام السافاك النساء لاستهداف الوعاظ والسياسيين المعارضين والشخصيات الدينية.

وفي الثمانينيات من القرن الماضي، كشفت صحيفة “إنصاف نيوز” عن تجنيد نساء في إطار الحرب الإيرانية العراقية للتأثير على بعض السياسيين داخل إيران، مما يظهر تواصل استخدام هذه الطريقة بأمر من “الولي الحاكم”.

اخترنا لك