هل ينتظر الشعب اللبناني مصيره كمصير الشعب الأفغاني ؟

بقلم د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

للأسف أصبح الوطن ملاذاً لمن لا يستحقه…

بعد عشرات السنين عرفت أن الوطن الذي يتحدث عنه حكّامنا والذين تعاقبوا على حكمنا قسرًا، ليس هو الذي حلمت به، وليس هو ذلك الذي في روحي ودمي.

وفي غفلة من الزمن استطاع هؤلاء المافياويون و المتسلطون أن يقنعوا الشعب بأن الوطن هو ذلك المحكوم ببقائهم في كراسيهم العرجاء، وينتهي حينما يسقط ذلك الكرسي أو يسوء حاله، كيف خدعونا بأوطانٍ ليست نحن ؟

فبعدما دخلنا في مرحلة الفراغ والانهيار الذي يتسابق في مراحله الخطرة كيف سيكون الوطن بعد هذا الهرج والمرج الذي شاهدناه في مجلس النواب الأفشل عالمياً ؟

ماذا لو تمّت السيطرة بالكامل على لبنان من قبل طرفٍ واحد كما حصل في أفغانستان تحت رعاية دولية ومباركة أميركية ؟

كيف سيكون مصير الشعب ؟

هل سنشهد نزوحاً في داخل البلاد وخارج الحدود ؟

هل سنشهد طلبات لجوء سياسية وإنسانية عبر السفارات ؟

هل ستفتح الحدود السورية و حتى مطار ومرفأ قبرص الأقرب إلينا أوروبياً لشعب ذاق الذل من أجل بقائه ؟

هل من الممكن إجلاء البعض بطائرات عسكرية كما حصل في كابول لكن غير أميركية بل متعددة الجنسيات ؟

هل تحضر البديل ليستوطنوا وطن أجدادنا عوضاً عنا ولا يربطهم بأرضنا شيء إلا طائفة انتموا إليها بالفطرة فأوصلتهم إلى هذه البقعة من الأرض ؟

هل ستفتح أبواب الهجرة كما حصل في السابق أيام وبعد الحرب الأهلية الذي تخطى عددهم المليون مهاجر لكن اليوم من طائفة واحدة ؟

ماذا يتحضر لنا ؟

حان وقت قهوة المساء لأتذكر معها ما كنت أكتبه وأنصح به هذا الشعب الذي كنت أخاف على وجوده ومصالحه وهو يدافع وبشراسة عمّن جوعه وأذله…

صدقوني إذا استمر الإنسان المعاصر في العيش بذل ولم يستطع استعادة عزته، سيمرر مهانته وذلته للأجيال اللاحقة، وسيصير الذل وكأنه طبع موروث ملازم له.

دمتم إلى وطن أصبح يشبه كل شيء إلا الوطن.

اخترنا لك