هل تُبلل قضية “هآرتس” ألسنة “أبالسة” الإعلام

بقلم بلال مهدي

تحقيق التأثير الدولي لمواجهة جرائم الحرب الصهيونية في غزة يعد أمرًا ضروريًا لتحقيق العدالة وضمان عدم تكرار هذه الجرائم الدموية. يتطلب ذلك إطلاق حملة دولية شاملة تتضمن مجموعة من الخطوات الفعّالة.

يلعب نشر الوعي الدولي دورًا حيويًا في هذا السياق. لا بأس باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لنقل المشاهد الإنسانية وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين في غزة، ما قد يعزز التضامن الشعبي ويحث على ضرورة المساءلة الدولية.

لكن، يتطلب التصدي الجدي لجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة تضافر جهود وسائل الإعلام ذات الثقة الشعبية. لقد شكلت قضية صحيفة “هآرتس” العبرية حالة توضح التحديات التي تواجهها وسائل الإعلام عندما تسعى للكشف عن الحقائق ونقل الوقائع بشكل موضوعي.

رغم الضغوط السياسية والاقتصادية، يجب على وسائل الإعلام الاستمرار في ممارسة دورها كركيزة أساسية في نقل الأخبار وتوفير المعلومات الصحيحة لجمهورها. ينبغي أن تكون هذه الوسائل الإعلامية قادرة على تجاوز التحديات والتأثيرات الخارجية، لتوفير رؤية شاملة وموضوعية للأحداث، حتى في ظل الظروف الصعبة.

من جهة أخرى، يتعين على المؤسسات الإعلامية الدولية ذات القدرة العالية للوصول إلى شرائح اجتماعية كبيرة أن تكون رافعة لأخبار المجازر على أرض غزة. يجب عليها التركيز على نقل الحقائق بشكل صادق وشفاف، والتأكيد على ضرورة احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.

يجب على وسائل الإعلام تحمل المسؤولية في نقل الحقائق ونشر الأخبار بشكل شامل وموضوعي، لتوعية الرأي العام وتحفيز التفاعل مع هذه القضايا الحيوية. فما حصل مع صحيفة “هآرتس” العبرية خير دليل على فظاعة ما يحدث على الأرض مما منع أحد أهم الصحف العبرية من التكتم عليه.

منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك الحقوقية منها، يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في رصد الانتهاكات ضد الإعلام والإعلاميين، وجمع الأدلة، وتقديم التقارير إلى المنظمات الدولية ذات الصلة. التعاون بين هذه الجهات يمكن أن يعزز الضغط الدولي للمطالبة بمحاسبة الجنرالات المتورطين في جرائم استهداف الإعلاميين وعائلاتهم ومكاتبهم وسيارات النقل المباشر، لاسيما أولئك المسؤولين عن سلاح الجو الصهيوني.

اخترنا لك