تراجع مصداقية الخطاب الصهيوني : بين تهديدات فارغة وحقيقة الارتباك

قراءة موضوعية لكيان يحتضر

بقلم بلال مهدي

في إطار التحولات السياسية المتسارعة، يظهر أن خطاب الكيان الصهيوني يخوض تحولًا ملحوظًا في مصداقيته، لدى الجمهور الصهيوني نفسه. تأتي هذه التحولات في ظل الأحداث الجارية والتغيرات البارزة في الساحة السياسية الدولية، حيث يبدو أن اللون والطابع الذي كان يميز التصريحات والإعلانات الصهيونية السابقة قد شهد تبدلًا ملحوظًا.

أعلنت سلطات السجون في الكيان الصهيوني، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، عن إطلاق سراح 39 أسيرًا فلسطينيًا بموجب اتفاق تبادل الأسرى مع حركة “حماس”. يبرز هذا الإعلان ليس فقط كدليل على جاهزية الصهاينة لتحقيق تسوية، وإنما أيضًا كإشارة إلى تغيير في لغة “التهديد و الوعيد” التي كانت سائدة بين قادة الكيان.

تتجلى هذه التغييرات أيضًا في ظهور رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، حيث يظهر وكأنه مهزوم ومرتبك داخل القفص الحديدي الذي تم إيداع قادة الصهاينة فيه على يد المقاومة الفلسطينية. تصوّر هذه الحالة عدوًا يعاني من ارتباك وتشتت، وهو ما أثار شكوكًا بين المواطنين الصهاينة حول صدقية الخطاب الحكومي.

تظهر هذه الحالة كتأكيد للمثل القائل “الكذاب مفلس”، حيث يظهر الكيان الصهيوني وهو يعاني من نقص في المعلومات الأساسية حول حقيقة الخسائر على ارض المعركة، وهو يعيش حالة من الارتباك والهزيمة. يشير هذا التطور إلى تأثر القوة النفسية للصهاينة بشكل كبير، نتيجةً لتداول فيديوهات توثق خطورة التحديات التي تواجه جيش العدو بعد الدخول البري الى بعض أجزاء من قطاع غزة.

كما تشهد العلاقة بين الحكومة الصهيونية وإحدى أبرز الصحف العبرية، صحيفة هآرتس، توترًا متزايدًا، حيث تتجه الحكومة نحو فرض عقوبات على الصحيفة. يأتي ذلك نتيجة لتغطيتها الصحفية للحرب الدموية على قطاع غزة، حيث اتُّهِمَت الصحيفة بنشر “دعاية انهزامية وكاذبة وتحريض ضد الدولة”. لتعكس هذه التطورات التصاعد في التوتر بين السلطات في الكيان و وسائل الإعلام،

في الختام، يظهر هذا التحول كدليل على ضرورة إعادة تقييم السياق السياسي والإعلامي في الكيان، وكيفية تفاعل الجمهور مع الخطاب الرسمي. هل هو مجرد استجابة للتحولات الحالية، أم هو إشارة إلى تغييرات أعمق في المستقبل السياسي للكيان الصهيوني ؟

اخترنا لك