خارج الشرنقة : “جوانا” و خط أحمر…

سوزان بعجور – خاص “بوابة بيروت”

كانت جوانا كركي قد امتطت حصان الإعلام لتسحب البيئة العنيدة، إلى ليبرالية سحيقة، تماماً كما فعل اليسار مع هذه البيئة الريفية المحافِظة خلال الستينيات من القرن الماضي، دونما ادنى توفيق.

يخبرنا أحد أبناء أرنون ذو الشعر الأشقر والعيون الزرقاء، أن عائلته جميعها تحمل ذات الملامح. ويعزو ذلك إلى عاملي التاريخ والجغرافيا، حيث بنى الرومان قلعة الشقيف، ثم الصليبيين، وتعامل المحتل مع أهالي القرى للتجارة والتموين واليد العاملة، وحدثت “قصص” (مبتسماً)…

لم يكن استفزازياً أثناء عرضه للقصة، ويزيد في مقبوليته أنه ذكر في مجتمع ذكوري، يبيح للرجل تبسيط اي مشكلة، ممكن ان تصبح كارثة في استديو تلفزيون الجديد، لأن الراوي امرأة.

كما ان الأول قد “شَلْبَنَ” العملية، فيما جوانا أرادتها فجة وصريحة فقالت : “فاتوا فينا” تعبيراً عن ذاك الولوج الذي لا يتكلم عنه أحد.

النتيجة واحدة، لكن مريدي تعليب العقول والأرواح، أرادوا الإنتقام من تمرد الفتاة على تابوهات المجتمع المروض المدجن منذ أربعين عاماً، فأصدروا أمر التصفية المعنوية، بإتجاه التصفية الجسدية…

إعتراهم الخوف من أن يسلك طريقها جيلاً جديداً يقضي ليله ونهاره بالتعاطي مع قصص التمرد في العالم، من نوافذ الشاشات، الى ما وراء البحار.

تلفظ البيئة المعممة أبناءها المتمردين، فيغيرون سكنهم إلى الأشرفية، لا تقبل بلدية الحدث إيواءهم، رغم ما صدر بحقهم، بينما تأويهم دولة كندا دون شروط.

تأديب متمردي البيئة على قدم وساق، تمرد ابناء البيئة يكبر مثل كرة الثلج، أيهما أسرع وأكبر ؟

للحديث تتمة…

اخترنا لك