عقل العويط… لن تيأس لن تموت

بقلم عقل العويط

سحقًا لكم.

الأرضُ لا تنوء. الأرض لا تنوء.

لن يتنكّر المرفأ لقتلاه. لا القتلى، ولا الأحياء – القتلى، سيتنكّرون للأرض. سحقًا لكم لأنّ البلاد تُقتَل مرّةً. لأنّ البلاد تُقتَل ألفَ مرّةٍ ومرّة. وهي، في كلّ مرّةٍ، تُقتَل مرّتين. لكنّها لا تموت. لا تموت.

هل يجب أنْ ييأس المرء، هل يجب أنْ يصمت الله، فلا يصرخ مؤنّبًا محذِّرًا متوعِّدًا: سحقًا لكم. سحقًا لكم؟!

لا المرءُ ييأس. لا اللهُ يصمت. ولا نحن ننوء ونيأس.

البلادُ ستظلّ الآن بلادًا، وبعد الآن. القتلى لن يصيروا موتى. والأرضُ لن تتنكّر لن تنوء. هي لن تنوء. ولا نحن نيأس وننوء.

عبثًا يقول قايين ما من بلادٍ بعد الآن. ما من بلاد!

فليُسمَع الصوتُ مثابرًا: سحقًا. سحقًا لكم. البلادُ قتلاها يدومون. بيتُها يدوم. أرضُها تدوم. ما من استتبابٍ لجريمة. ما من فوزٍ لقاتل. لأنّ ما من جبروتٍ يستطيع. لأنّ ما من طاغية يربح.

وإذا قيل كلُّ مَن ينزف سيظلّ ينزف، كلُّ ما ينزف سيظلّ سيظلّ، فالصوتُ الصوتُ سيظلّ يهتف يقول: ما من أحدٍ ييأس، ما من أحدٍ وشيءٍ ييأس يموت. والبلاد لن تيأس لن تموت.

على رغم اليأس، على رغم القتل، لن.
لن تيأس لن تموت.

اخترنا لك