متى سننتهي من حكم العائلات المافياوية ومتى سينتهي التوريث السياسي المجرم ؟

د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

لماذا على مجلس النواب أن ينتخب أو بالأحرى أن يعيّن ابن هذا أو ذاك من أصول ” زعامة” وهناك حوالي 7 مليون لبناني ممنوع وصولهم لسدة الرئاسة وكأن لبنان لا يحتمل غيرهم؟

من المعروف أنّ ابن الزعيم هو زعيم وصهر الزعيم هو زعيم فليس لبنان وحده لديه هذا التوريث بل هو موجود في أغلب دول العالم حتى الاجنبية منها، من يدخل عالم السياسة يشعر أنّ عليه توريث سياسته لأقرب المقربين إليه.

والمحامي والطبيب والمهندس أو الصحافي لا يختلفون عنهم بشيء إلا بالاستثناءات حتى أي مهنة أخرى يفضل المورث توريث مهنته إلى ورثته لتبقى حكراً على عائلته…

والاخطر في المجتمع هو التوريث السياسي حتى لو كان المورث والوارث جهلة المهم أن يستلم الخلف ما خلفه له السلف ولو كان “جحشاً” في السياسة، ألمهم أن يورث “جحشنته “فيصاب حينها هذا السياسي بعظمة الطاغية وبعقدة التوريث عندما يشعر أنّ مصالحه والمكاسب السياسية والاقتصادية للعائلة وغلافه الحزبي الطائفي الكاذب هو الأهم وأصبحت فوق المصالح العليا للشعب والوطن وإنّ المواطنين ليسوا أكثر من قطيع تحت رحمته ورعايته ، وإنّ فضلات المكاسب المادية التي يحصلون عليها ما هي إلا مكرمات القائد ويجب أن يقدموا له الشكر والطاعة والخنوع وهم يهتفون له بالروح بالدم نفديك يا زعيم..

والله شعب إذا ضرب الحذاء بوجهه صرخ الحذاء بأي ذنب أُضرب..

فديكتاتورية التوريث السياسي، وديكتاتورية الطائفية التي هي سلاح كل زعيم عمل على بناء زعامته على حساب الوطن والمواطن باتت مرعبة فيضمن حكم العائلة من خلال تسخير موارد الدولة السياسية والأمنية والمالية لمصلحته في أي استحقاق، خصوصاً إذا كان انتخابياً..

أيها اللبناني المسكين إلى متى ستبقى تحت رحمتهم؟

لا بد من الاقرار طوعاً أننا نعيش نظاماً ديكتاتورياً وليس ديموقراطياً، نعيش ديكتاتورية التوريث السياسي الطائفي حيث يعمل كل زعيم سياسي على توريث زعامته لابنائه وأحفاده على حياته لضمانة حكم العائلة.

ما الفرق بين عائلات المافيا الايطالية او المكسيكية وغيرها من عصابات العالم وبين عائلات السياسيين في لبنان؟

لماذا أيها المواطن أنت ساكت عنهم وعن فشلهم وفسادهم رغم أنّ الكثيرين منهم يستحقون الضرب “بالأحذية” لا أن يكونوا سياسيين؟

متى سننتهي من جبروتهم وديكتاتوريتهم ؟

أيها المواطن إن بقيت صامتاً فأنت لا تستحق الحرية … ما دمت تؤمن بأشياء لا تملك الجرأة على قولها.

غيّر حياتك اليوم ولا تقامر على المستقبل, تصرف الآن وبجرأة دون تأخير فالوطن بحاجة لك أو ارحل عنه…

اخترنا لك