نقطة على السطر

على كفّ عفريت في رحلتنا نحو الجحيم... في وطني، الأشرار دائماً، ينتصرون… ويموت البطل

بقلم غادة المرّ

العفريت … بل العفاريت هو انتم يا من تمسكون برقاب العباد وأرزاقهم، و تتلاعبون بمصير ووجود هذا الوطن. تشوّهون تاريخه وحضارته وثقافته. تقوّضون مؤسساته و نظامه، وقضائه وهيبة الدّولة ودورها.

الجحيم هو الوطن الّذي تو تسرقون كل الألوان والفرح والسلام والحياة.

سئمنا من تلك النهاية الفاجرة، سئمنا من القمع ومصادرة الرأي الحرّ والرأي الآخر، والعهر والكذبوالفساد.

إّنّهم يرشحون زيتاً وطهارة وسلاماً وانسانيّة، و بالعفّة والبراءة يحاضرون. ولربي من شدّة الكذب هم صادقون.

لسنا وحدنا من يعاني في هذا العالم الخبيث. الأشرار والعفاريت يسرحون ويمرحون في كلّ رقعة من هذه الأرض. هم في كلّ مكان، في كلّ ركن وزاوية.

أعمارنا ملوَثة بصراخ الحروب . لا أعلم كيف نحن قادرون على الاستمرار دون ان نتفتت .

الزلازل والفيضانات والحروب والأوبئة غضب الطّبيعة على الإنسان.

هل هي مفتعلة؟ هل لأباطرة المال والسلطة يد فيما يحصل ؟

أهي تجاربٌ وتفجيراتٌ تحت الأرض وفي عمق المحيطات ؟

أ يختبرون فعاليّة أسلحتهم الجديدة ؟

أ يكسرون الدّول الضعيفة والغنيّة بالمواد الأوليّة والغاز والنّفط والمعادن الثمينة والذّهب ؟

أ يفتعلون النّزاعات ويخترقون الأرض والناس ويسّلحون الأطراف لدفعهم إلى الاقتتال والتشرذم وينهكون البلدان بالأزمات الاقتصادية والماليّة ويجعلون لهم بذلك موطئ قدم ؟

يبيعون أسلحتهم ويستولون على خيرات وثروات تلك الدّول الضعيفة.وينفّذون أجنداتهم الخبيثةبكلّ برودة أعصاب بدم بارد.

لم يعد للشر حدود و للطمع خطوطاً حمراء.

حرب أوكرانيا، اليمن والعراق وليبيا والسّودان. حرب سوريا ومأساة لبنان.وأخيراً وليس آخراً،حرب كاراباخ أذربيجان – أرمينيا. ولا ننسى الانقلابات في أفريقيا، مأساة قارة، تعدّ من أغنىالمناطق بالمعادن والماس والمواد الخام والأحجار الثّمينة والخشب … يعيش الحكام بترف وثراءفاحش، مقابل أن يرتهنوا الخارج ويسمحوا لهؤلاء، أن ينهبوا ثروات بلادهم ، فيما الشّعب يعانيمن مأساة ويعيش في فقر مدقع.

أولئك المسكونون بهوس المال والسّلطة والنّفوذ والسّيطرة،يحكمون البشريّة ويكدّسون الثرواتويسيطرون على البشر والحجر ويعمدون لتقليص عدد سكان الكرة الأرضيّة ويفرضون قوانينهموبرامجهم على البشر عنوة وبسبل لا تخطر على بال أحد.

حين تقع الحروب، يُستدعى الناس والفقراء كي يحاربوا ويقاتلوا. وحدهم يدفعون ثمن هذهالحروب والنّزاعات والأطماع من دمائهم وممتلكاتهم وحياتهم وأمنهم .

وحين تنتهي الحروب وتقفل الجبهات ويتوقّف القتال، يأتي الأغنياء والحكّام يقتسمون المغانم والثروات ويتولّون المناصب والقيادة ويوقّعون إتفاقيات السّلام .

وتبقى الأمّهات تنتظر عودة أزواجهّن وأولادهنّ و اخوتهنّ… إلى ما لا نهاية.

العالم يرقص رقصة الحرب والسّلام…

وعلى وقع إيقاع هذه الرّقصات ، تعاد رسم خرائط الدّول وتغير ديموغرافيّة أوطان ويوزّيع النّفوذ، وتقاسم الثروات والغاز ، و تعقد إتفاقيّات السّلام والتطّبيع . ناهيك عن فتح طرق للتجارة العالميّة: كطريق الحرير الصّينيّ ،وطريق براكس الغربيّ.

العالم رهن جنون قادة وحكّام متهوّرين ، تدفع ثمنه دول وشعوب بريئة ،وتجرّ ويلات ونكبات على مناطق ودول مسالمة، لن يسلم من نيرانها أحد.

إنّهم يسلبون العالم الأمن والسّلام والطمأنينة والفرح، والأهم البساطة والعفوية في أن نحيا بهدوء واطمئنان. ماذا يحيكون لنا ؟

الذّكاء الإصطناعيّ، والتكنولوجيا والشرائح المعدنيّة،لمراقبة البشر والتّحكم بهم والسّيطرة عليهم ؟

اللقاحات لأوبئة يصّنعونها بمختبراتهم، لقتل أعداد هائلة من البشر ؟

والتحكُم وإفتعال الكوارث الطّبعيّة من زلازل وفيضانات وأعاصير وتسّحر واحتباس حراريّ وقطع أشجار الغابات، وتجارب نوويّة للأسلحة في باطن الأرض و عمق البحار وفي الفضاء ؟؟

فلنصلّي كي يهدأ ضجيج المعارك وصخب الغزوات في عقول قادة متهوّرين مهووسين بالسّلطة و الغنائم والنفوذ . ولا شك أن البشريّة والشّعوب ستدفع أثماناً باهظة من الأرواح والممتلكات والتعايشوالسّلام.

ورأفة بنا أيّها القادة فكرّوا وصلّوا وأتّخذوا قراراتكم قبل أن تجرّوا العالم إلى حرب عالميّة ثالثة، مدّمرة طاحنة وعبثيّة. خذوا الحروب والدّمار والموت وأعطونا الحياة والفرح والسّلام.

اخترنا لك