أبني وأبنك مش حماس… بس أبني وأبنك قاعدين “بينقتلو”

تغريدة بقلم إيمان بشير

‏خليني أحكي كم شغلة بوضوح وبالعربي :

‏اسرائيل ب ٧ اكتوبر وبدونه كانت تقصف غزة. انا بشتغل في مدرسة حدودية تابعة لوكالة الغوث. كان يطلب منا دائماً نلبس ملابس فضفاضة تساعدنا عالهرب في حالة القصف.

‏اكثر من نصف طالبات الصف مش بس الهم شهداء، حضروا موت شهداء قدام عيونهم. بمعنى ما يزيد عن تلات ارباع طالبات مدرستي عندهم صدمات نفسية. أكتر من مرة نهرب من المدرسة تحت قصف عشوائي. اكتر من مرة نختبئ في صفوفنا ونجلس عالأرض (زي مذيعة cnn) بس هالمرة معي ٤٠ طالبة في الصف مكلفة احميهم ومش قادرة أحمي حالي. كثير كنا نرجع عالمدرسة واحنا مش في حالة حرب، نلاقي بنت استشهدت، او في المستشفى اصابتها خطيرة لانه جندي عالحدود استهدفها وهي في بيتها. سكان بيت حانون كل اراضيهم الزراعية اللي بيعيشوا منها، عالحدود. روحوا اسألوهم عن المآسي اللي بيعيشوها وعاشوها. كم مرة محصول الهم انحرق. كم مرة تم استهداف اشخاص منهم وهما بيزرعوا آمنين.

‏قبل ٧ اكتوبر، اسرائيل كانت تعتدي على المصليات الآمنات في القدس ضرباً، تمنعهم من الوصول للمسجد الأقصى بالأيام. تقيم الاحتفالات عبثاً وتكراراً، ويرددوا الشعارات العنصرية لاستفزاز أهل القدس.
‏أهل غزة بحاجة لتصريح لدخول الضفة، يتم رفضه في غالب الأمر ( لتعليم، لعمل، لعلاج، كله سواء، ممنوع ) على صعيد شخصي انا عمري ٣٢ سنة وعمري ما زرت القدس ولا باقي مدن فلسطين.

‏الحالات الطبية الخطيرة بحاجة لتحويلة للضفة يتم تأجيلها والتمطيط في الموافقة إلى أن يموت المريض وكثير من الحالات طلعت تحويلتها بعد موتها.

‏تنتشر نقاط التفتيش في الضفة الغربية في كل شارع لدرجة ان منطقة تصلها في ربع ساعة تتحول الى ساعتين بسبب التوقف والانتظار. تعتقل اسرائيل الرجال والنساء والأطفال وتحبسهم بلا تهمة وبلا محاكمة وتنكّل بهم وتعذبهم في السجون بلا رقيب.واذا أفرجت عنهم في الصفقات التي تتم في العمر مرة، تنفيهم لمدينة اخرى بعيداً عن أسرتهم هاد اذا ما رجعت اخدتهم أسرى كمان مرة. المستوطنين بيحتلو بيوت في الضفة بيسرقوها وبيسكنوا فيها ( هيك فجأة تخيل ) ويتم طرد الفلسطيني اللي امبارح لسه كان نايم بهاد البيت تحت غطاء من حكومة الاحتلال.

حتى فلسطينيو الداخل والمفروض أنهم من حملة الهوية الاسرائيلية، لم يسلموا، يعاملوا كمواطن درجة ثانية ويتم اعتبارهم أقلية ويُمنعوا من كثير من الوظائف وتعتدي عليهم العصابات الاسرائيلية المسلحة بشكل دائم في الشوارع وفي بيوتهم ويقتلوا بلا أدنى مساءلة بل يتم التشجيع على قتلهم لأنهم مسببين أزمة لدولة الاحتلال.

‏في غزة، اذا طلبت غرض اونلاين بيقعد سنة وبيتم الرد علينا حرفياً (انو حسب مزاج الجندي الاسرائيلي العامل على المعبر). تلات أرباع الأشياء تعتبرها اسرائيل مزدوجة الاستعمال وترفض دخولها القطاع، أهمها مادة الحديد المسلح التي يمكن استخدامها في بناء الملاجئ لحماية المدنيين في الحروب. مرة طلبت نظارات غوص، وتم ارجاعها لانها مصنفة مزدوجة الاستعمال. كل شيء يدخل القطاع يخضع لتفتيش.

اسرائيل تقنن المواد الغذائية للقطاع بحيث ان يدخل القطاع ما لا يكفي الفرد الواحد. وتقوم بتحديث بياناتها بعد كل حرب ونقصان القطاع من سكانه بسبب استشهادهم ( المقالات منتشرة وكتيرة، مثال كيف انها بتقنن ادخال الشوكلاتة للقطاع تبعاً لحسبة معينة خاصة بها ).

‏الصيادين بيتم قنصهم في البحر وبينقال افتراءً انهم اقتربوا من الحدود، وبعدها كل مرة بيتم ارجاع مساحة الصيد الى أن تصير لهم نقطة ضئيلة يسترزقوا منها.

‏وهذا لسه غيض من فيض ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين بشكل عام وغزة بشكل خاص.

‏ما كانت اسرائيل بحاجة ل ٧ اكتوبر إلا عشان تأجج مشاعر الناس وتزكرهم بمأساة اليهود وتمسح القطاع والعالم يعطيها الضوء الأخضر، ولو ما كانت ٧ اكتوبر كان اسرائيل قصفت القطاع وقالت في غزاوي كلب مرق جنب الحدود وسب عالهولوكوست.

‏المقاومة والأنفاق ومساير العودة والمظاهرات، كلها أشكال من محاولة ناس مستضعفين الدفاع عن أنفسهم، نجحت أم فشلت في مساعيها، كلها محاولات لنقول انو متنا بكرامة وعالأقل حاولنا ما نخليهم يقتلونا وهما مبسوطين.

‏وع قولة نصير “لولا المقاومة، كان امك زمانها بتغسل رجل الجندي الاسرائيلي في طشت”

‏الاحتلال مش عدو المقاومة لحالها، الاحتلال عدوي وعدو طالباتي وعدو أطفالي وعدو أفراد عائلتي وعدو شعبي، ولو ربنا كتبلنا نعيش بدي أخلي أطفالي وطالباتي بس يكبروا يلعنوا سنسفيل اسرائيل. لسه المعركة ما انتهت.

‏هذا مش بوست تبرير، فشر العالم أبررله ليش بنقاوم، هاد للناس اللي من شعبي وأهلي اللي بدت تصدق رواية الاحتلال المكررة انو هدفه هو القضاء ع حماس وأزكره انو زمان ما كانت حماس بس سيدي وستك انقتلو. ابني وابنك مش حماس بس ابني وابنك قاعدين بينقتلو.

‏وهلقيت : دو يو ستيل كوندم هاماس ؟

اخترنا لك