“مجزرة حماة” تُطارد رفعت الأسد !

NW

قرّرت النيابة العامة السويسرية محاكمة رفعت الأسد، عمّ الرئيس السوري بشار الأسد، بتُهمة ارتكاب «جرائم حرب» و»جرائم ضدّ الإنسانية» لوقائع تعود إلى ثمانينات القرن الماضي لُقّب على أثرها بـ»جزّار حماة»، لتُطارده بذلك هذه المجزرة بعد أكثر من 40 عاماً على حصولها.

وأعلن المدّعي العام الفدرالي خلال مؤتمر صحافي أمس أن رفعت الأسد (86 عاماً)، نائب الرئيس السوري السابق والضابط السابق في الجيش السوري، مُلاحَق من قبل القضاء السويسري بتُهمة ارتكاب «جرائم حرب» و»جرائم ضدّ الإنسانية».

وأوضح الادّعاء السويسري أن لائحة الاتّهام تستند إلى «وقائع حدثت خلال شباط 1982 في مدينة حماة وفي إطار النزاع المسلّح بين القوات المسلّحة السورية والمعارضة الإسلامية». وهو يتّهمه بأنه «أمر، بصفته قائد سرايا الدفاع وقائد العمليات في حماة، بارتكاب جرائم قتل وتعذيب ومعاملة قاسية واعتقالات غير قانونية».

وإذ اعتبرت النيابة العامة أن «سرايا الدفاع» هي «على الأرجح القوات الرئيسية المسؤولة عن القمع»، كشفت أنه «في هذا السياق، وقع آلاف المدنيين ضحايا انتهاكات مختلفة، من الإعدام الفوري إلى الاحتجاز والتعذيب في مراكز أُنشئت خصّيصاً وتحدّثت عنها شهادات عدّة».

وفتحت النيابة قضية جرائم الحرب هذه بعد شكوى تقدّمت بها المنظمة السويسرية غير الحكومية «ترايل انترناشونال» في كانون الأول 2013. وبموجب قانون العقوبات العسكري السابق، أصبح القضاء السويسري قادراً منذ 1968 على معاقبة مُرتكبي «جرائم حرب» بغضّ النظر عن مكان وجنسية الجاني أو الضحية.

وأوضحت النيابة أن الإجراءات الجنائية فُتحت بموجب الولاية القضائية العالمية وعدم قابلية جرائم الحرب للتقادم. وفي هذا الإطار، سمح تدقيق للشرطة بإثبات وجود رفعت الأسد على الأراضي السويسرية عند فتح التحقيق.

ورحّب المدير التنفيذي لمنظمة «ترايل انترناشونال» فيليب غرانت بـ»الاتّهام التاريخي لشخصية بهذا الوزن»، مؤكداً أنها «خطوة أخرى نحو تحقيق العدالة للشعب السوري».

وحوكم رفعت الأسد في فرنسا في قضية «كسب غير مشروع»، وحُكم عليه نهائيّاً في 2022 بالسجن لمدّة 4 سنوات بتُهمة بناء أصول تُقدّر بـ90 مليون يورو بطريقة احتيالية. ولم يحضر محاكمته بسبب مشكلات صحية خطرة.

وغادر رفعت الذي كان أحد أعمدة نظام دمشق، سوريا في 1984 بعد انقلاب فاشل ضدّ شقيقه حافظ، وانتقل إلى سويسرا ثمّ فرنسا، حيث قدّم نفسه كمعارض للنظام. لكنّ رفعت عاد إلى سوريا عام 2021 بعد 37 عاماً من المنفى.

اخترنا لك