حواران طريفان مع راهبتين 

بقلم غسان صليبي

-في نزهة مع أصدقاء أوصلتنا إلى دير في وسط كسروان، التقينا راهبات الدير، وكان لي حوار مع اثنتين منهن.
 
الحوار الأول 

-راهبة في مقتبل العمر: ….كان لدينا خروف أحببته كثيرا وكان كلما رآني يميل برأسه. لكن جاء وقتُ ذبحه، وبقيت حوالي الأسبوع وانا ابكي.
-المرة القادمة إذا أحببت خروفا لا تدعيهن يذبحنه.
– اعتني بخروف آخر اليوم لكنه “ينطح”.
-ينطح أو لا ينطح، اذا أحببت خروفا تمسكي به وقولي لهن هذا لي ولا اريدكن أن تذبحنه.
-مهضوم، تتكلم مثل الأولاد الصغار.
– لأنك شبهتيني بالأولاد، سأهديك كتابي “إنسانية يسوع”.
– يي، انت بتكتب؟
– الأولاد هم الذين يكتبون.
– اكتب لي عن الطبيعة.
– لدي كتاب عن الطبيعة وعن أشياء أخرى، اسمه “زهرة في حائط”. سأهديك اياه. لكن “في شوية زعرنة”.إذا في زعرنة لا.
– (بدا عليها الارتباك)
– لا لا مش زعرنة، غزل.
– إذا غزل ماشي الحال. 

الحوار الثاني 

-راهبة خمسينية:….اذاً كتبت كتاب عن إنسانية يسوع؟ وعن ألوهيته؟
– لا اجيد الكتابة عن ألوهيته. لاحظت كيف كان يتصرف مع الآخرين وكتبت عن ذلك.
– صحيح، فهو علمنا كيف يجب أن نتعامل مع بعضنا البعض.- لكن للأسف نحن نمارس الطقوس ولا نبالي بالإنسانية.
– صحيح للأسف.- مع اننا مع يسوع انتقلنا من حب الدين إلى دين الحب.
-(ضحكت) “هاي فيها سب الدين”.
-(ربما استشعرت من جملتي انني أستغني عن الدين لصالح الحب)- البارحة زارتنا في المنزل صديقة لزوجتي وهي قسيسه، فسألتها متى أصبحت المرأة عند البروتستانت تترأس القداس مثلها مثل الرجل؟
– لكن المرأة لا تحفظ سرا…لا لا كنت امزح. قسيسه انجيلية كانت عندكم؟
-(وكأن في سؤالها تساؤل اذا كنا نحن أيضا انجيليين).- هي صديقة زوجتي بحكم انها مثلها معالجة نفسية.(وبعد أن شعرتُ انها اطمأنت إلى كاثوليكيتي، تابعتُ الحديث).
-هل تعرفين متى بدأت المرأة بترؤس القداديس عند البروتستانت؟
-لا- بعد الحرب العالمية الثانية، عندما لم يبقَ رجال ليقوموا بالمهمة. لكن بعد ذلك، ومع تزايد عدد الرجال، راحوا يطالبون بعدم استمرار المرأة بترؤس القداديس. فما كان من النساء إلا ان رفضن العودة إلى الوراء، وتابعن القيام بمهامهن.
– (بدت متحمسة)…في احد القداديس طلب مني كاهن أن أعاونه  في مناولة القربان المقدس للمؤمنين، قائلا لي “ما تنينا مُكرّسين”. 
– ارجو إلا نحتاج إلى حرب عالمية ثالثة يموت خلالها الكهنة الكاثوليك، فتقبل عندها الكنيسة الكاثوليكية بترؤس المرأة القداديس.
– (ابتسامة ولا تعليق). 

اخترنا لك