هل الهجرة من لبنان أصبحت واقعاً يفتش عنه المواطن ؟

د. ليون سيوفي – باحث وكاتب سياسي

من منا لا يذكر يوم النكبة وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية في عام 1948.

وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه، لصالح إقامة الكيان “الإسرائيلي” وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يقارب ال 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين…

من منا لا يذكر قبل الحرب اللبنانية وبعدها عدد اللبنانيين الذين هاجروا من الوطن ببطاقة سفر دون عودة والدمعة في عين كل منهم.

للأسف بدأت الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر تأخذ أبعادها، فكم وكم من لبناني حلمه أن يعيش بكرامته ولو بعيداً عن وطنه وبخطر أمواج البحر.

هل سنشهد نكبة لبنانية تصل بنا إلى هجرة جماعية ونخسر أحلامنا في هذا الوطن ؟

رحم الله من قال إنّ الحياة وقفة عز لكن الجوع لا يرحم فلم يعد مطلوباً أن يستمرّ اللبنانيون أو معظمهم على الأقلّ، بالوقوف على أطلال مآسيهم ومعاناتهم وفقرهم وجوعهم وإذلالهم وحرمانهم حتى من أدنى حقوقهم بعدما اقترفه النظام السياسي الطائفي بحقهم من جرائم وليس من جريمة واحدة.

أُحمّل الشعب المسؤولية الكبرى ، وربما أكثر من القوى السياسية، التي تعمل على مصالحها وحماية ثرواتها ومواقعها السلطوية مع العلم أنني مع محاكمتهم لكن كيف مع هكذا شعب ؟!
سكوت الشعب هو الخطأ الذي سيجعل أبواب الهجرة مفتوحة إمامنا جميعاً.

ألمشكلة ليست بالهجرة لو كانت اختيارية بل الصعوبة هي أن تصبح مفروضة علينا ونحن صامتون…

اخترنا لك