ليت بيننا… وبين فارس جبلاً من نار

بقلم طارق أبو زينب – إعلامي متابع للشأن الخليجي والعربي

تُعتبر الاحتجاجات التي اندلعت في إيران مؤخرًا تسونامي من انتفاضات مناهضة للنظام الإيراني في جميع أنحاء البلاد، ويُظهر ذلك مدى الاستياء المتنامي والواسع النطاق من النظام الحاكم وعجز الدولة المتواصل عن تلبية حاجات شعبها الأساسية، ما أسفر عن حالة انعدام استقرار دائمة بسبب الاحتجاجات الشعبية المتكررة، وحملات القمع العنيفة لها، تعرّض استقرار النظام للخطر، وزعزعة قدرته على الصمود، وقد أدركت المنظومة السياسية والأمنية الإيرانية بأن التهديد الرئيسي يأتي من داخل البلاد ومن خارجها بسبب أذرع النظام المسلحة التي تتدخل في شؤون بعض الدول العربية.

ضربات في العمق الإيراني

ثمة من يقول في إيران إن البلاد تحترق من الداخل والخارج بعد ان تعرض منذ أيام مصنع عسكري في مدينة أصفهان وسط إيران وغيرها من المدن لهجوم واسع بـ3 طائرات مسيّرة مجهولة الهوية، ومعلومات تتحدث أنها انطلقت من داخل إيران، وقد سمعت اصوات إنفجارات مدوية في العمق الإيراني في عدة مدن منها خراسان، ولورستان شرق طهران وفي شيراز وقاعدة همدان العسكرية، وفي جيلان شمال طهران وتبريز وكاره، واستهدف الهجوم الواسع مقر SEPAH العسكري، ومقر لتصنيع المسيرات، ومركز إنتاج الذخيرة والبنادق والعبوات الناسفة والبنية الدفاعية للصواريخ، كما استهدف طيران مجهول رتلا من الشاحنات قادمة من إيران بعد مغادرتها الحدود العراقية باتجاه سوريا، وتنتشر قوات من الحرس الثوري الإيراني ومليشيات عراقية ومجموعات من حزب الله اللبناني في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصًا بين مدينتي البوكمال والميادين وتقدر المجموعات بنحو 15 الف مقاتل.

وثمة من يقول في الدول الغربية أن الاولوية اصبحت محاسبة النظام الإيراني واذرعته بالمحافل الدولية ودعوات أوروبية لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، مقدمة لإضعاف الحركة العسكرية الإيرانية ومقدمة لضرب المفاعل النووية الإيرانية، والمشهد الإبرز عمل أكثر من 30 عضوًا جمهوريًا وديمقراطيًا في مجلس الشيوخ الامريكي على اعداد وتقديم قرار من الحزبين لدعم الاحتجاجات المناهضة ومحاسبة النظام في إيران وقد دعا عضو مجلس الشيوخ جيم ريش ،” الرئيس الامريكي جو بايدن إلى بذل المزيد لإنهاء اضطهاد النظام الإيراني للنساء. ‌

عداء تاريخي

وثمة من يقول في الدول العربية يجب استحضار دائمًا مقولة مأثورة تُنسب إلى عمر بن الخطاب، تقول: (ليت بيننا وبين الفرس جبلاً من نار لا ينفذون إلينا ولا ننفذ إليهم)، أهمية هذه المقولة من الناحية الدلالية أنها تشير إلى عداء تاريخي مستحكم وقديم بين الفرس والعرب لا يكاد أن يهدأ حتى يثور ثانية، وهذا ما حصل في كل المراحل التاريخية المتعلقة بالمماحكات العربية الفارسية على مر التاريخ فما ان لامست أقدام الخميني ومعه اتباعه مطار طهران قادمين من منفاهم، ومعلنين انتصار الثورة على الشاه حتى باشروا بتصدير الفكر الثوري إلى دول الجوار، متخذين الطائفية بشكلها المذهبي جسرًا يعبرون منه إلى الأوطان العربية المجاورة، منتهكين لُحمتها الوطنية، ومثيرين النزعة المذهبية بين الشعوب العالم.

النظام الإيراني مأزوم

في هذا الصدد صرّح ” لـ جسور ” رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز ميثاق عبد الله قائلا”: النظام الإيراني كان وما يزال نظامًا متهالكًا هشًا من الداخل، ويعبر عن نفسة في الإعلام على انه نظام متماسك يحظى بشرعية شعبية وهذا من وهم الخيال، حيث تم شراء العديد من قيادات الحرس الثوري الإيراني من قبل حركات التحرر الوطنية من جهة وإسرائيل من جهة اخرى بفعل المال لاداء الوظيفة لضرب المرافق الحيوية التي تعتبر العصب الاقتصادي لدولة الاحتلال الفارسية إيران ونظامها القابض على سدة الحكم في طهران، ولكن هنالك عدة عوامل واحداث في الاونة الاخيرة علينا ان نسلط الضوء عليها واهمها استهداف السفارة الأذربيجانية بهجوم مسلح من قبل عناصر الحرس الثوري الايراني على خلفية منح أذربيجان إسرائيل حق الوصول إلى القواعد الجوية في أذربيجان من خلال سلسلة من التفاهمات السياسية والعسكرية، وعلى الاغلب ان النظام الإيراني ضرب نفسه لتوصيل رسالة سياسية لأذربيجان بعد استهداف سفارتها ان طبول الحرب قد تقرع وفتيل الحرب قد يبدأ من أرمينيا الجارة الخصم التقليدي لجمهورية أذربيجان والحليف الاستراتيجي لما تسمى إيران، كما انها بذات الوقت سياسة استراتيجية استخدمها نظام الملالي وعلى الدوام منذ وصول الخميني في عام 1979م بخلق الحروب وشحن النفوس لمواجهة العدو الخارجي ليطفئ نيران الاحتجاج الشعبي الداخلي، والحرب الإيرانية التي شنتها على شقيقتنا العراق عام 1980م كانت خير مثال.. وحتى تقصي الحقيقة كلام طويل وموعد. ‌

الولاء والطاعة وإرضاء المرشد

وعن صراع الأجنحة داخل المؤسسات الحاكمة والدينية، يقول رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز ميثاق عبد الله: ليس هناك من صراع حقيقي بين الأجنحة الإصلاحية والأصولية وهما أهم جناحين في نظام ولاية الفقيه، ليس فيهم يسار ولا يمين كلهم مجرمون وقتلة ومصاصو دماء يتفاوتون بمقدار ما يستطيع كل واحد منهم أن يُخفي من وجهه القبيح بمفاهيم زئبقية تتقافز في هواء ساخن لا يحدد نتيجة القرار فيهم إلا من يقتل ويقمع ويشنق أكثر عدد من الأبرياء المعارضين للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي لتقديم الولاء والطاعة ورضاء المرشد، وذلك هو الفوز العظيم لثلة مجرمة دمرت البلاد وأذلت العباد وسحقت المهج وأزهقت الأرواح من أجل مشروع ولاية الفقيه الامبريالي التي تتخطى الحدود الإقليمية لجغرافية سياسية تسمى إيران.

الثورة الشعبية تحتاج لدعم دولي

وعن الثورة الشعبية في معظم المدن الإيرانية يقول رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز ميثاق عبد الله، “لم ولن تنجح اي ثورة في جغرافية سياسية ما تسمى إيران بمطالبة سلمية ما لم يكُن هناك دعم دولي او ثورة مسلحة بوجه نظام الملالي وحرسه الثوري الإرهابي لقلب موازين المعادلة العسكرية، حيث أن الحرس الثوري الايراني وقوات الباسيج تربت على تربية عقائدية، وطريق النجاة ومفتاح الجنان بيد المرشد الأعلى ومن ينقلب على المرشد يستحق الموت، والمجازر التي ارتكبتها هذه القوات خير دليل وبرهان، اما حول المكتسبات من ناحيتنا نحن “كحركة رواد النهضة لتحرير الأحواز” نرى من هذا المنظور انه مهما طرأ من تبدل على شكل الدولة الفارسية إيران، ان كانت ملكية مستبدة او دستورية مستعدة لم ولن تغير الأنظمة المتعاقبة على سدة الحكم في طهران سلوكها العدواني تجاه العرب والمسلمين، فمنذ عهد الملكية في ايران لغاية الثورة الخمينية ونظامها الارهابي القابض على سدة الحكم في طهران مشوار طويل بمنهاج موحد في العداء للعرب والمسلمين.

الاحواز العربية تحت الاحتلال الإيراني

وعن المقاومة في الاحواز العربية يؤكد رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز ميثاق عبد الله، كانت وما تزال وستبقى المقاومة الأحوازية الدرع الرصين للأمتين العربية والإسلامية في مواجهة الشرور الإيرانية وشكلت وعلى الدوام الجبهات الأمامية للدفاع عن الأحواز وشعبها وأمتنا وهي في تطور مستمر من الأعمال العسكرية لكتائبنا المرابطة على ثغور الأحواز حتى الأعمال الفردية التي يقوم بها الشباب الأحوازي لدك حصون إيران ومرفقاتها الحيوية في الأحواز من آبار وخطوط نفطية، حتى الروافد الاقتصادية والقواعد العسكرية، وأن المرحلة الجديدة في التصعيد ضد العدو الفارسي “المحتل الإيراني” الغاشم سيكون عنوانها الأبرز هو الاستهداف الاقتصادي المفتوح حتى ترفع يدها دولة الاحتلال الإيراني عن الأحواز العربية المحتلة وتتوقف عن الاعتداء على الأحوازيين، وأن هذه المرحلة تعتبر انتقالا لمرحلة جديدة من التصعيد ضد دولة الاحتلال الإيراني، وسيستمر تدمير القطاعات الحيوية والمنشآت الاقتصادية التابعة لدولة الاحتلال الفارسي بهدف شل الاقتصاد الإيراني الداعم للإرهاب والإرهابيين في المنطقة برمتها وما زال في الجعبة الكثير.

ولا بد من التذكير بالإخفاق المزمن للأمم المتحدة في إنصاف الشعب الأحوازي وتمكينه من حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، كما ان على المجتمع الدولي أن يعيد حساباته على الجرائم التي تحصل لأهلنا في الأحواز.

النظام الإيراني يسيطر على قدرات الشعوب

يضيف طاهر ابو نضال الأحوازي عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية ” لـ جسور”، ان النظام الإيراني منذ سيطرته على قدرات الشعوب غير الفارسية المحتلة ومنها الاحواز العربية المحتلة منذ عام 1925م استخدم كل ثروات الشعوب غير الفارسية المحتلة وخاصة الاحواز العربية الذي تعد سلة الغذاء لما تسمى إيران السياسية مع وجود النفط والغاز في الأراضي الاحوازية والأراضي الشاسعة والمياه الصالحة للزراعة الذي يقدر دخل النظام الإيراني اكثر من 85% من اراضي الاحواز العربية المحتلة وأيضًا الموقع الجغرافي الإستراتيجي الممتد على الضفة الشرقية للخليج العربي من باب السلام (هرمز) وصولا الى شط العرب مع وجود كل المواني التجارية على الضفة الشرقية للخليج العربي من ميناء بندر عباس (جمبرون) وصولا الى بوشهر ومعشور وفي النهاية عبادان والمحمرة مقابل البصرة العراقية على شط العرب، وأيضًا تقع المشاريع النووية الضخمة من مشروع بوشهر النووي ودارخوين على نهر كارون بين الاحواز وعبادان والمحمرة تتواجد شركات الصلب والحديد وأيضًا سدود المياه الذي بنتها هذه الدولة الفارسية المحتلة من اجل توليد طاقة الكهرباء أولاً، ومن أجل نقل مياه الاحواز الى العمق الإيراني أيضًا.

استخدام المياة للمشاريع العسكرية الإيرانية

يقول طاهر ابو نضال الأحوازي عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية “لـ جسور” مؤسسة الفارسية النووية للمشاريع العسكرية والصناعية الثقيلة بحاجة الى مياه من اجل تبريد الأجهزة الكبيرة والمهمة في مناطق مثل اصفهان وكرمان ويزد وقم وغيرها، وتستخدم مؤسسة الفارسية جميع الثروات والموارد المالية الى التوسع والارهاب داخل وخارج الحدود وبناء ترسانتها العسكرية الذي اليوم تهدد بها العالم جميعا.

والأهم من ذلك ان الشعوب غير الفارسيّة تشكّل أكثر من 75% في عموم جغرافية ما تسمى ايران السياسية ومنهم الاحواز عددهم أكثر من 12 مليون عربي يعيشون على جغرافية دولة الاحواز المحتلة تقدر بأكثر من 410 كلم مربع حسب آخر القياسات الجغرافية الذي تمدد من هور العظيم بين الاحواز والعراق الشقيق ومن الجنوب شط العرب والشمال جبال العرب (زاگرس) والطرف الرابع کل الضفة الشرقية للخليج العربي.

اخترنا لك